بعدما وصل عددالإصابات في بلدة ألباني في ولاية جورجيا الأميركيّة إلى 600 مصاب، وبلغت الوفيات 24 حالة، بجانب 6 حالات أخرى قيد التحقيق، باتت البلدة التي يقطنها نحو90 ألفًا، إحدى أكبر نقاط تفشّي فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة.
صحيفة نيويورك تايمز الأميركيّة، نشرت تقريرًا من داخل البلدة، يرويقصص السكان، الذين تفشّى المرض بينهم، حتى أنّه أصاب عائلات بأكملها. فماذا حصل؟
بدأت الأزمة عندما حضر شخص مصاب بـ «كورونا» جنازة أقيمت يوم 29 شباط/ فبراير، شارك فيها نحو 200 شخص، وقد أصاب الفيروس نحو ستة أشخاص من أقارب المتوفى، وفقًا لما تقوله شقيقته دوروثي جونسون.
تشبه هذه الواقعة حادث مؤتمر بوينغ في بوسطن، وعيد الميلاد في مدينة ويست بورت في ولاية كونيتيكت، حيث أصيب العشرات نتيجة وجود شخص ما يحمل فيروس «كورونا» في هذه التجمعات.
إذ يطلق العلماء على التجمّعات الصغيرة للناس، والتي ينتج عنها انتقال للعدوى بشكل كبير لاحقًا، اسم «حدث فائق الانتشار».
بذلك، أصبح مرضىبلدة ألباني الريفيّة جنوب غرب جورجيا، يشكلون واحدة منأكبر الكتل البشريّة المصابة بفيروس «كورونا» في الولايات المتحدة، بسببهذه الجنازة.
جونسون قالت للصحيفة الأميركيّة إنهّا تعتقد أنّ أحد الضيوف قد أتى إلى جنازة أخيها حاملًا الفيروس. إذ بدأ المرض بعدها في الانتشار لمدة عشرة أيام بشكل خفيّ، ومن دون أن يعرف أحد حقيقته.
فقد أصيب رجل عمره 67 عامًا بـ «كورونا» بعد حضوره إلى جنازة ميتشل، ولم يوضع بعد إصابته في الحجر الصحي لعدم تشخصيه بالفيروس في بادئ الأمر. وأثناء تلك الفترة التي غاب فيها التشخيص، احتكّ الرجل بالعشرات حتى وفاته في 12 آذار/ مارس، ليصبح بذلك أول متوفى من جراء «كورونا» في ولاية جورجيا.
في غضون ذلك، كان الوباء ينتشر في البلدة، حيث أصيبت به صديقة المتوفى، والتي نقلت المرض إلى أفراد عائلتها أيضًا، من دون أن تشعر.
وبحلول 10 آذار/ مارس، كان المرض قد انتشر في البلدة، وفي الأيام التالية بدأت مستشفى «فويبي بوتني» في استقبال الحالات المصابة بالفيروس، حيث وصف الوضع، الطبيب الشرعي المحلي مايكل فولر بقوله «كأنّ قنبلة انفجرت».
فولر قال «ربما ذهب بعضهم (المصابين) إلى الجنازة، وربما كان البعض منهم أفراد عائلة الأشخاص الذين حضروا الجنازة، كلّ يوم بعد ذلك، كان شخص ما يموت».
ومع انتشار المرض بين سكان البلدة، امتلأت المستشفيات بالمصابين والمرضى، حيث سجلت مستشفيات البلدة نحو 600 حالة، بحسب حاكم الولاية براين كيمب، الذي أرسل الحرس الوطنيّ للمساعدة وتجهيز أسرّة العناية الفائقة.