بقلم / نور الدين مدني
-كان كيان الانصار قبل سنوات خلت يشكل( بعبعا ) مخيفا لافندية الخرطوم ، عندما كانوا يستجلبون ب(الاشارة) للخرطوم للضغط على الحكومة دينيا وسياسيا لفرض اجندتهم الحزبية بالقوة والارهاب .
-قلت ذلك في احتفال سابق درج مكتب الامام الصادق المهدي امام الانصار واسرته على اقامته في يوم ميلاده الذي يصادف الخامس والعشرين من ديسمبر ، وقد تحول الى وقفة للذات تجاه عام مضى واستشراف عام ات.
-عندما كانت حشود الانصار تحشد في شوارع الخرطوم للضغط السياسي ولإ رهاب الاخرين كنت وقتها في الجانب الاخر من الشارع السياسي ، كنا نعتبر حزب الامة حزبا رجعيا – حسب التصنيفات التي عفا عليها الزمن – وكنا نردد الهتافات المعادية لحزب الامة (حزب الامة حزب رجعي) ( لن يحكمنا حزب الامة ) .
– الان أجد نفسي ومعي اخرين من مختلف الوان الطيف السياسي اقرب الى حزب الامة وكيان الانصار بفضل الحركة التجديدية التي قادها الامام الصادق المهدي في مرحلة المهدية الثالثة التي جعلت حزب الامة وكيان الانصار في مقدمة القوي( التقدمية) اذا صح التعبير – رغم عباءة الطائفية التي طالتها ايضا حركة التجديد والاصلاح – فاصبح كيان الانصار بقيادة الامين العام لهيئة شؤون الانصار الشيخ عبد المحمود أبو منبرا من منابر الإستنارة محليا واقليميا ودوليا ، وركيزة من ركائز الوسطية المستمدة من الاسلام الحق.
-لذلك اصبح الاحتفال بيوم ميلاد الامام الصادق المهدي ساحة للقاء جامع يلتقي فيه ابناء السودان بمختلف توجهاتهم السياسية وجهاتهم و واعراقهم للتداول حول هموم الوطن والمواطنين وان اتخذ الاحتفال عنوانا واحدا كما حدث بالامس.
-كان ذلك الاحتفال ( قيدومة) لكتاب الامام الصادق المهدي ( ايها الجيل) الذي جعله رسالة للجيل الصاعد الذي ما زلنا ننتظره لقيادة دفة مستقبل السودان، فتحول الى احتفالية دينية سياسية حضارية دسمة ومحضورة.
-جاءت كلمة الامام الصادق المهدي كما عودنا في هذه المناسبة مضيئة بالموجهات القومية الداعية للاصلاح السياسي الديمقراطي الذي لابد ان يستكمل بديمقراطية اقتصادية وديمقراطية بيئية بعيدا عن ديكتاتوية وقهر الاخر او محاولة اقصائة او تغييبه بالقوة.
-و جدد تنبيهه من خطورة السياسات الطاردة التى رجحت خيار الانفصال في الجنوب ، ودعا الى ضرورة محاصرةالاختلالات القائمة بين دولتي السودان وحصرها في اطارها السياسي والعمل على تمتين العلاقات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية.
-من الصعب الحديث الشامل عن هذا الاحتفال الذي خصص لمخاطبة الشباب ولكنه تضمن عدة رسائل لكل الوان الطيف السياسي والقطاعات الاجتماعية المختلفة تستهدف المستقبل الذي نسعى جميعا لان نجعله افضل لبناتنا واولادنا واحفادنا وحفيداتنا نتعايش فيه سلميا ونستمع بخيراته في كل ربوعه بعدالة وامن ، ونمتن علاقاتنا مع العالم المحيط بنا بالتي هي احسن وللتي هي اقوم .