بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
ابتداء من ايلول الماضي انطلق الحديث عن مئوية لبنان الكبير التي تكتمل بحلول ايلول سنة ٢٠٢٠.
..بأية مئوية سيحتفلون وهم ” كبسوا الزرّ” يوم السبت وأغرقوا الوطن قبل ان يطفئ شمعته المئة!.
وحين ألقى رئيس الجمهورية ميشال عون خطابه، عشية إطلاق مئوية لبنان الكبير في ايلول الماضي، انشغل اللبنانيون بالسّجال حول العلاقات اللبنانية – التركية، نتيجة الجدل الكبير الذي اثاره خطاب عون حول الحقبة العثمانية، وتجلّت الطائفية بأبهى حللها وكأنها هي تكتب التاريخ وليست الوقائع؟!.
من يحتفل بلبنان الكبير، ومن هم أصلاً المؤمنون بهذا اللبنان؟!.
فأي لبنان كبير هو الذي سيتحدثون عنه: هل هو لبنان ثورة ١٩٥٨ أم لبنان المعارك بين الجيش والفلسطينيين بين سنتي ١٩٦٩و ١٩٧٣، ام هو لبنان الحرب العبثية الطائفية التي بدأت سنة ١٩٧٥ ولم تنتهِ فصولاً سنة ١٩٩٠.
أم هي حرب المخيمات بين أمل والمنظمات الفلسطينية ام حرب أمل ضد الاشتراكي في بيروت ام حرب الإلغاء بين العونيين والقوات اللبنانية ام هو لبنان حروب التبانة وجبل محسن ام لبنان ٧ أيار والقمصان السود؟!..
عمّا سيتحدث وماذا سيقول المحتفلون بمئوية لبنان الكبير: هل سيتحدثون عن السارقين وناهبي أموال الناس والفاسدين الذين جوّعوا هذا الصبي حتى قتلوه بسيوفهم التي لا تشبع؟!.
والشهر الماضي ، حين تحدث البطريرك الراعي عن الاستعدادات بالاحتفال بمئوية لبنان الكبير، أعلن زوار بكركي أن القلق على لبنان الكبير هو قلق حقيقي، ولا يتردّد بعض المطارنة في الهمس بأننا “كنا في لبنان الكبير عام 1920 وأصبحنا في لبنان الفقير عام “2020
وختاماً، بقي النظام السياسي منذ تأسيس لبنان الكبير عصياً على التطوير ومعه باتت الطائفة هي الوطن وأثبت أنه لم يعد قادراً على تجديد نفسه، وإذا كانت الدولة اللبنانية قد أوجدت هوية وطنية رسمية تتجلى في الوثائق الشخصية مثال بطاقة الهوية وجواز السفر لكن الهوية الوطنية الحقيقية التي تعبّر عن انتماء الفرد لا تزال تعاني من الضياع قبل أن تعاني اليوم من الإفلاس؟!.