بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
رغم أنني كنت من أشد المؤيدين للحراك في لبنان ومن أكثر الذين تبنّوا مطالبه، ورغم أني لم أكن مرتاحاً للطريقة الملتبسة التي رست فيها رئاسة الحكومة على اسم حسّان دياب.
لكنني كنت مع الذين رأوا أنه يجب منح حكومة دياب فرصة ولسبب وجيه هو أنه لا بديل لها في الوقت الراهن إلا استكمال رحلة الانتحار.
فرئيس الحكومة الجديد المحاصر من الداخل على الخط السياسي وعلى خط الحراك الشعبي، والمحاصر من الدول العربية الوازنة كالسعودية والإمارات اللتين لم يطلب سفيراهما في بيروت حتى اليوم موعداً من رئيس الحكومة، وهو محاصر دولياً بسبب الضغط الأميركي على الأوروبيين لعدم مد يد العون الى لبنان.
حتى الآن ليس في الأفق ما يوحي ان حكومة حسّان دياب قادرة على تمرير القطوع أمام عجزها في تقديم اي خطّة أو حل للوفود الاقتصادية الدولية وعدم قدرتها على طرح أية حلول؟!.
وما لم يكن ينتظره الذين يتمنون الخير لدياب هو استقباله للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي في السراي الحكومي وكأنه يذرّ الرماد في عيون الدول التي تساعد لبنان عادةً ، وكأنه يغيظ الحراك ويغيظ الأميركيين الذين يرون في حكومته انها حكومة حزب الله.
لم يستطع احد حتى الآن فهم ما قصده دياب باستقبال السفير علي سوى انه عمّق الحفرة التي يوجد فيها، ورأى آخرون ان حسّان دياب بدأ يجلد نفسه بدعسة ليست ناقصة وحسب بل ومتهوّرة.. فالرئيس الأسد الذي فقد القدرة والقرار أمام الروس والإيرانيين والأتراك والاميركيين الذي يلهون سعداء في سوريا ، ماذا يستطيع ان يقدم للبنان بواسطة سفيره سوى الإمعان في تباعد اللبنانيين عن بعضهم.
إن رئيس حكومة لم يستقبل حتى الآن إلا سفيري سوريا وقطر ، لا يجيد على الأقل لعب الدور الذي من أجله وصل الى السراي الحكومي.
وليس بوصف معارضيه بأنهم «أوركسترا التشويه» كما فعل أمس الأول يستطيع دياب أن يسجّل أي نجاح بل يكون الردّ بتحقيق أي إنجاز..
على حسّان دياب ان يغسل وجهه ويدير رأسه بقوة يميناً ويساراً ليرى ما يدور حوله ، وإلّا فليحزم حقيبته!…