بقلم نوفل حنا نوفل – سدني

هذا ما قاله يوحنا المعمدان عن قدوم السيد المسيح ، والشهادة الأولى التي تكلم بها آخر نبي من أنبياء العهد القديم ،ها أنا أعمدكم بالماء أما الذي يأتي من بعدي الذي نحن ننتظر قدومه إلينا والذي صار قدامي هو الذي يعمدكم بالروح القدس والنار ،

من هذا المفهوم ومن هذا المنطلق الايماني العجيب ،يجب علينا بان نعرف اكثر عن المعمودية ولماذا تعمد المسيح في نهر الأردن ، الذي هو معروف عنه من قبل الأنبياء والنبوات  والمرسلين وعن عظمة مجيئه انه سيعمد الناس بالروح القدس ونار أي كلمة الله وروحه وصفاته وجسده الغير منظور ، الذي يمسحنا روحيا من الخطيئة ونصبح مقدسين مخلّصين بلا عيب أمامه ، مثل النار التي تلتهم كل شيء ، وتطهر كل شيء أمامها ، المسيح ليس بحاجة بأن يعتمد لأنه كامل ومنزه عن كل عيب وخطيئة ، ولكنه تعمد لكي يكمل النبوءات ويحمل عنا عبء الناموس ، لأنه وحده الذي استطاع بان يكمل جميع وصايا الناموس وينفذ جميع تعاليمه  ، فكانت معمودية المسيح للماء ليعمد الماء بالروح القدس لكي يقدسها وتصبح جوهراً مقدسا  لأنها المصدر الأول لحياتنا على الأرض ، والرب ليس بحاجة بان يتعمد لنفسه ولا يوجد أي سبب من الأسباب لكي يتعمد ، وكما ذكرت في عدة مقالات سابقة المعمودية الا وهى رمز يشير إلى دفن الإنسان القديم والقيامة بالإنسان الجديد ، وأيضا ترمز إلى موت المسيح في القبر وقيامته منه ، وايضاً  ترمز إلى دفن ادم وخطاياه والقيامة في ادم الجديد المسيح الحياة وبره وقداسته ومجده ، ولكن يقول من امن واعتمد فهذا يخلص ، الاعتماد ليس المعمودية بالماء الاعتماد إيمان ثابت من غير تراجع ، الاعتماد بأن نؤمن وننطلق في ايماننا ، لكي نبشر ونعلم ونصلي ونشفي المرضى باسم الرب يسوع المسيح المخلص الوحيد لا غير ، ونجلب له بواسطة اعتمادنا على البشارة اكبر عدد ممكن من الناس الذين قبلوا البشارة وعمله الفريد والمنفرد ،والرب يفتح قلوبنا وعقولنا لكي يمطر علينا جميع صفاته لكي نتعمد بكلامه وبروحه القدوس ،لنصبح قربانا مقدساً وهيكلاً مباركاً،  وشعبًا له رافعين علامة النصر الأكيد على جباهنا اسمه ودمه وعهده الأبدي، الذي لا يفنى ولا يموت ،والرب يبارككم ويعمدكم بروحه ودمه وكلمته ، لكي تصبحوا معتمدين على رجائه ومعتمدين على كلامه  ومعتمدين على موته وقيامته، لكي تصبحوا أبراراً كاملين واحياء مقدسين ساكنين معه في رحابه المبارك وفي جنته الخالدة وسرمديته العظيمة في الأبدية السماوية التي لا نهاية لها والغير محدودة،  لانها ملكه ومملكته في هذا الدهر وفي كل الدهور الآتية والى الابد آمين  .