بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
“ما حدا يزعل وما حدا أحسن من حدا والكل بالتساوي حتى في المصائب”.. هذه حال اللبنانيين الواقعين مع إفلاسهم بين مطرقة كورونا وسندان الجراد.
عندما تم اكتشاف إصابة كورونا في لبنان يوم الجمعة الماضي بواسطة امرأة قادمة من طهران، علت الصيحات داعية الدولة الى وقف الرحلات الجوية مع إيران ، و لا يخفى على أحد ان هذه الحادثة تمّ ادخالها بالسياسة لأن معظم الأصوات كانت من فريق ١٤ آذار السابق..
وما كادت همروجة الدعوة لمقاطعة إيران جوياً تأخذ مداها، حتى فوجئ اللبنانيون يوم السبت وهم أمام الشاشات بخبر يقول:” ان الجراد سيصل الى لبنان يوم الاثنين (امس) ومصدره السعودية” وهنا تنفّس جماعة ٨ آذار الصعداء على اساس” صرنا متعادلين” و” ما حدا احسن من حدا، كورونا إيراني وجراد سعودي”..
اللهمّ لا شماتة في شأن يتعلّق بصحة الإنسان!.
أصحاب نظرية المؤامرة قالوا ان الكورونا في لبنان هو كذبة وخدعة لإخراج الناس من الشوارع، وان قصة الجراد فبركة لإخافة الناس وصرفهم عن الاستمرار في الثورة. ولكن الحقيقة دحضت مزاعم هؤلاء وأولئك.
فوباء الكورونا لن يفرح كثيراً في لبنان لأن الأصحّاء فيه قليلون جداً ومَن ليس به مرض جسدي فهو مريض نفسياً..
وكذلك الجراد سيصاب بالصدمة في لبنان وهو المعتاد على اكل الأخضر واليابس ، وهو في الوطن الصغير وجد ان الجراد البشري قد سبقه على ذلك ولم يترك له شيئاً يبلّ به ريقه .
وحال اللبنانيين مع كورونا والجراد هي حال ” وما همّ الغريق من البلل” لأن شعباً مفلساً نصفه مريض ونصفه الآخر جائع لا يمكن تهديده لا بالكورونا ولا بالجراد..
أبعد الله كل اذى وكل مرض وكل حاجة عن شعب لبنان وشعوب العالم.
في زمن الصفقات كان اللبنانيون يعيشون حالة ٦ و٦ مكرّر بالتنفيعات والوظائف ، وفي زمن المآسي يعيشون ذات الحالة بين كورونا عجمي وجراد خليجي!؟.
وختاماً لا ننسى ان الإعصار لولو الذي ضرب لبنان منذ أسابيع وسبّب أضراراً وانهيارات وسيولاً جارفة كان آتياً من تركيا.. حتى ” ما حدا يزعل”!.