بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
استفقنا أمس الأول على خبرين: الأول ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن صفقة القرن التي أعلن تفاصيلها أمس الثلاثاء دونالد ترامب وما تتضمنه من قضم ما تبقى من أرض فلسطين وإلغاء ما تحتفظ به من سلطة على أرضها… والخبر الثاني المتزامن مع الأول، مفاده أن وزير الداخلية في إسرائيل آرييه درعي (حزب شاس) وقّع على نظام جديد يتيح رسميا وللمرة الأولى للإسرائيليين زيارة السعودية وذلك على خلفية تقارب متزايد بين الجهتين في السنوات الأخيرة؟!.
وتقترح “صفقة القرن” إقامة دولة فلسطينية بلا جيش أو سيادة، على مساحة 70% من الضفة الغربية، يمكن أن تكون عاصمتها بلدة “شعفاط” شمال شرقي القدس، ووفق الصحيفة، تنص “صفقة القرن” على الإبقاء على مدينة القدس المحتلة تحت “سيادة إسرائيل”، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف والأماكن المقدسة التي تدار بشكل مشترك بين إسرائيل والفلسطينيين.
لكن الدولة الفلسطينية وفق “صفقة القرن” ستكون بحسب “يديعوت” بدون جيش أو بلا سيطرة على المجال الجوي والمعابر الحدودية، وبلا أية صلاحية لعقد اتفاقيات مع دول أجنبية.
هذا غيض من فيض ما جاء في تفاصيل القهر والإذلال والصلف. ولعلّ ما
يدمي القلب هو الحديث عن تحويل عاصمة فلسطين من القدس المحتلة الى مخيم “شعفاط”.
ويبدو أن خبر “صفقة القرن” ما عاد يعني العرب وبات خبراً ثانوياً بالنسبة اليهم!
فمَن سيعترض على نقل زهرة المدائن الى مخيم “شعفاط” ، فإذا كان العدو يفعل ذلك في فلسطين، فمن حوّل عاصمة العراق من بغداد الى المنطقة الخضراء ومن حوّل عاصمة لبنان من بيروت الى مربّع ساحة النجمة حيث جدران الفصل ليست أقل سوءاً من جدار الفصل الإسرائيلي. ومَن حوّل العاصمة السورية من دمشق الى شارعين قرب قصر العابدين ومَن جعل لليبيا عاصمتين : الأولى في طرابلس والثانية في بنغازي؟!.
يا جماعة هل نلوم اسرائيل وهي دولة معادية على فعلتها ونحن بدأنا وبأيدينا شرذمة عواصمنا.
“شعفاط” هي عاصمة كل دولة عربية، لأننا لا نستحقّ القدس؟!.