بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
المأساة التي تلقي بظلالها الثقيلة على الأمة الأسترالية ولّدت سجالاً سياسياً واتهامات بالتقصـــــــــــير استهدفت بمعظمها رئيس الوزراء سكوت موريسون ابتداء من عطلته المثيرة للجدل في هاواي وصولاً الى فشله في التعامل مع المواطنين الذين غادر ربع مليون شخص منهم منازلهم.
طبعاً لم يكن موريسون سعيداً حين رفضت إحدى المواطنات في كوبارغو جنوب الولايـــــــة مصافحته، كما لم يكن سعيداً وهو يقرأ نتائج الإستطلاع الأخير الذي وضعه بعيداً خلف زعيم المعارضة أنطوني ألبانيزي؟!.
طبعاً في الأزمات الكبرى يتخلّى المواطنون عن انتماءاتهم السياسية ويوجّهون النقد الى المسؤول في حال تقصيره الى أي حزب انتمى.
ونحن كإعلام عربي لا يسعنا إلّا ان نوجّه تحية مستحقة الى ابناء الجالية جمعيات ومؤســــــــــسات وأفراداً لما أبدوه من حسّ وطني وإنساني ولما أظهروه من تعاطف مع أخوتهم ضحايا الحرائق ليس فقط في جمع المال والمساعدات العينية بل بالتوجه الى أماكن النيران حاملين الغذاء والماء.
فإن سقوط 30 ضحية واحتراق مساحات حرجية تبلغ ستة أضعاف مساحة لبنان، وان نفوق معظم الثروة الحيوانية جعلت المجتمع في حالة تأهب دائم، واللافت ان 74 الف متطوّع تركوا أعمالهــــــــم والتحقـــــوا برجال الإطفاء الذين ابدوا استماتة وسجلوا عملاً بطولياً في مكافحة الحرائق.
فالصيف في بداياته والأرصاد الجوية تتحدث عن أشهر مقبلة صعبة، والجالية العربية بالطبع لن تكتفي بما قدمته حتى الآن والشكر موصول ايضاً الى المؤسسات الدينية في الجالية التي حثّ قادتها المواطنين على نصرة الضحايا.
والتحية ايضاً موصولة الى وسائل الإعلام في الجالية التي قامت في هذه الظروف بدورها الريادي والطبيعي.
وفي الختام، تحية الى كل رجال الإطفاء، والصبر لكل الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، والرحمة على ارواح الضحايا وخاصة رجال الإطفاء منهم.
أعان الله أســــــــــــتراليا على تجاوز هذه المأساة.