بقلم رئيس التحرير / أنطوان القزي
“أيها المتظاهرون على جسر الرينغ، لماذا تتظاهرون ولماذا تقفلون الطرقات، فنحن في الخندق الغميق متخمون، مرفّهون ولا يعوزنا شيء، لذلك تروننا نحمل العصي مرّة ونقذف الحجارة مرّة أخرى لمجرّد الخروج من الروتين اليومي والليلي.
ويا أيها المعتصمون في خيام ساحتي رياض الصلح والشهداء ، نحن منزعجون منكم لأنكم مثقفون وأطباء واكاديميون، ويجب ان تكونوا قدوة لسائر المواطنين وتقتنعوا بما يسّره الله عفوا السلطة لكم من العتمة والذلّ والحرمان!.
ويا ايها النائمون في شارع مونو، لم يكن قصدنا تحطيم هذا الكم من السيارات وواجهات المحلات لو لم يزعجنا بعض الساهرين عندكم في ليالي الصيف والضوضاء التي يثيرونها!.
والى سكان السوديكو والجميزة والصيفي فاعذرونا لأن بعض الشباب من رفاقنا أوّلاً يحنّون الى الماضي وأرادوا استطلاع الشوارع التي قرأوا عنها في زمن الأيام السوداء وثانياً لينفّعوا أحد تجّار العصي وإخباره عن مفعولها!.
والى سكان محيط ساحة ساسين، نطلب منكم الّا تزعلوا ونعدكم بأننا في الغزوة المقبلة سنخصّص لكم زيارة تليق بتاريخ تلك الساحة؟!.
أما أن تسألونا عن سبب عودتنا سالمين من الشوارع التي هاجمناها دون ان تعتقل منا عناصر مكافحة الشغب أي شخص ، فهذا سرّ المهنة.
وختاماً ، نحن أبناء الخندق الغميق نطلب باسمنا وباسم كل الذين انطلقوا معنا الى كل الساحات، نطلب منكم أيها اللبنانيون، ان تكفوا عن الاعتصامات والتظاهرات لأننا مستعدون لنؤمن لكم ما تحتاجونه من مأكل وملبس ودواء وأقساط وكهرباء ٢٤على٢٤ وبنزين وخبز لأنكم شركاءنا في الوطن.
ويا أيها المنتفضون ، قبل ان تغادروا الطرقات وتوقفوا اعتصاماتكم إقتربوا قليلاً لأننا نريد أن نسرّ شيئاً في آذانكم وهو ان ثلاثة ارباع الذين يحملون العصي ويحطّمون الخيم ويحرقونها، يعودون الى منازلهم في الخندق الغميق وينامون بدون عشاء.. ورغم ذلك لا ينضمّون الى الثورة.. ولا تسألونا لماذا؟!.