لا يزال 140 حريقاً مشتعلاً على الخط الممتد من نيو ساوث ويلز، وصولاً الى كوينزلاند وبين ملبورن وكوينزلاند. ويردّد مسؤولون انه نتيجة لموجة الحر،فإن الحرائق ستستمر لاسبوع آخر على اقل تعديل. ويخشى خسارة المزيد من العقارات الخاصة، بعد ان خسرت نيو ساوث ويلز حتى الآن ما يزيد على 660 منزلاً.
حرائق الغابات اصبحت ظاهرة مألوفة في استراليا، خاصة عندما يضرب الجفاف بعض المناطق وترتفع معدلات الحرارة. لذا عمد السكان الاصليون عبر التاريخ الى احراق الحشائش والادغال الجافة في اوقات محددة، من اجل انقاذ الغابات التي تكسو المناطق الساحلية من استراليا،، وهكذا تعيد الطبيعة بناء وحماية ذاتها، ويتحاشى السكان الاصليون وقوع كوارث طبيعية، تقضي على البيئة والحيوانات في استراليا.
فالتكامل بين الانسان وبيئته هو امر ضروري، خاصة في ايامنا هذه، حيث تعددت اسباب اشعال الحرائق، ابتداءً من الاشعال المتعمّد ، الى الاهمال واللامبالاة، من رمي الزجاجات الفارغة التي تضاعف حرارة الشمس المسلطة عليها، الى اطلاق نظريات تتعلق بالتبدلات المناخية والاحتباس الحراري، الأمر الذي يدفعنا الى النظر في مختلف النظريات والطروحات السياسية، المعلنة والخفي منها.
فهل الحرائق والكوارث الطبيعية هي نتائج دينامية طبيعية، ام انها امور يمكن التحكّم بها وتلعب التكنولوجيا دوراً هاماً في افتعالها؟
وهل بالتالي يجري استغلال هذه العوامل لأهداف سياسية كبرى؟
< حزب الخضر والطروحات العقائدية
يدرك كل مراقب سياسي ان حزب الخضر ينتظر بفارغ الصبر حدوث اي كارثة طبيعية، حتى يضع اعضاؤه الملامة على التبدلات المناخية. وهذا ما يجعلهم مجرّد ابواق خاطئة في عزفها. لذا نرى آدم براندت يكرّر ظهوره على الشاشات وتعليقاته على الاذاعات، ليؤكد ان حرائق نيو ساوث ويلز وكوينزلاند هي نتيجة الاحتباس الحراري واهمال الحكومة ويتناسى براندت ان حزبه عارض القرارات التي توصي بحرق الاعشاب في الغابات الاسترالية، منعاً لوقوع كوارث كالتي نشهدها الآن.
مواقف حزب الخضر لاقت انتقادات حادة من الائتلاف، من زعيم الحزب الوطني، مايكل ماكورماك، وحتى من حزب العمال، على لسان النآئب مارك باتلر الذي اكد ان حزبه، بعكس حزب الخضر، يدعم حكومة الإئتلاف، خاصة خلال الازمات الوطنية الطارئة.
فالفرق بين العمال والخضر يكمن في الفروقات الشاسعة بين الذكاء والطروحات الايديولوجية المعلبة. انه كالفرق بين الحشمة والتدنيس.
غير ان التضحيات الجمة التي يقدمها رجال الاطفاء والمتطوعون، تؤكد مرة اخرى ان لدينا مواطنون من الدرجة الاولى، ورجال سياسة من الدرجة الثالثة والرابعة وما دون ذلك.
< الجفاف والتحكم بالمناخ
اصبحت بعض الدول اليوم قادرة على التحكم بالمناخ، عن طريق ما يعرف بـ Chemtrail، اي نثر المواد الكيميائية في الفضاء لافتعال الاحتباس الحراري او احداث المطر والعواصف الرعدية، وحتى احداث الهزات الارضية وامواج التسونامي عن طريق التحكم بالجدار المغناطيسي حول الكرة الارضية.
وتضج وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنيت ويوتيوب بالعديد من المقالات والمحاضرات المصورة والافلام الوثائقية العلمية حول هذا الموضوع. وقد عالجت في مقالة سابقة لي هذه المسألة، تحت عنوان : «من يتحكم بالطقس، يتحكم بالعالم».
ويكفي اي مراقب حشري حول استراليا والعالم ان ينظر الى السماء ليشاهد طائرات مجهولة تقوم برش الاجواء بالغيوم الكيميائية، ليتأكد من صحة ما اقول، وهذا ما يعرف بـ Chemtrail.
هذه المقولة تطرح بالتالي سؤالاً هاماً حول مرحلة الجفاف الطويلة، والتي لم تشهد استراليا مثيلها منذ عقود. فلماذا تعاني استراليا عامة ونيو ساوث ويلز من حالة الجفاف؟ ولماذا يرغم المزارعون نتيجة لهذه الاوضاع، على مغادرة مزارعهم التي توارثوها، اب عن جد، وتقدم اليهم المساعدات المالية للانتقال والعيش في المدن؟
من المستفيد من افراغ المزارع وتهجير المزارعين؟ وهل يكفي ان يطلب سكوت موريسون من المواطنين المؤمنين لكي يرفعوا الصلوات من اجل المطر؟ ام يوجد آجندة خفية يعمل اكثر من طرف علىتنفيذها بطرق غير مباشرة؟
لقد ارتفعت اصوات عديدة تشكّك ببراءة حرائق الغابات الممتدة من سدني الى كوينزلاند، كما يشكّك هؤلاء بأسباب الجفاف. وبالدور المشبوه لمن القي القبض عليهم وهم يشعلون النيران في الغابات المجاورة من المنازل.
ولنتذكر حرائق كاليفورنيا الهائلة التي قيل ان مواداً فوسفورية تستخدم لاشعالها، كلما تمكن رجال الاطفاء من السيطرة على بعضها، لتعود وتتجدّد بشكل غير طبيعي.
وعلينا بالتالي ان نتذكر النيران التي اندلعت فجأة في جميع المناطق اللبنانية، وجرى اتهام مجهولين باضرامها واستخدام «الدرون» لتوسيع رقعتها. فكانت هذه الحرائق مقدمة للانتفاضة الشعبية التي يجهل اللبنانيون فصولها النهائية واهدافها البعيدة.
فهل من روابط بين هذه الحرائق المختلفة، وهل اصبح افتعال الكوارث الطبيعية جزءاً من اجندة خفية؟ لنرى معاً.
< أجندة 21
من الغباء الاستخفاف ان السياسة العالمية لا تقررها التنظيمات الخفية.
Agenda 21 ليست نظرية من نسج الخيال العلمي، بل هي مؤامرة واضحة المعالم، لها ارشيف وتاريخ، كما لديها مؤسسون وضعوا جدول اعمالها بدقة متناهية. انهم اشخاص اقوياء يقفون وراء هذا النظام الذي يضع مخططاً للسياسة العالمية. هؤلاء الناس، هم ورثة يفاخرون انهم ملتزمون بخطة الكسندر كينغ Alexander King واوريليو بيكسي Aurelio Pecci لتدمير البشرية .
واللافت ان جميع الاعضاء الذين يدعمون اجندة 21 هم اعضاء في نادي روما او ما يعرف بـ Club de Rome.
< نادي روما:
تأسس نادي روما عام 1968 وحمل اسم المدينة التي اطلق منها. ويضم اعضاءً مثل رؤساء دول سابقين، ومسؤولين في الأمم المتحدة، وسياسيين عالميين رفيعي المستوى، ومسؤولين حكوميين، وديبلوماسيين ورجال علم واقتصاد وكبار رجال الاعمال حول العالم. اذكر على سبيل المثال بعضهم، بيل كلينتون، جورج سوروس، بيل غايت، الأمير حسن بن طلال، جورج بوش ، بيار ترودو، ابن غور وكوفي أنان والمئات غيرهم.
من استراليا، غوف ويتلم ، بول كيتينغ، ومدير بنك الاحتياط السابق راسل زيمرمان بإيجاز نادي روما هو تنظيم يضم كبار الشخصيات لديهم اهداف ومخاوف مشتركة حول مستقبل البشرية، ويسعون لفرض تغييرات لافتة في عدد السكان.
مثالاً على ذلك، تيد تيرنر كان واحداً من الاعضاء الاميركيين في نادي روما، تبرع بمبلغ 20 مليون دولار لتنفيذ خطته والتي توصي بخفض عدد السكان بنسبة 90٪ والابقاء على 300 مليون انسان فقط، ثم عاد ورفع هذا العدد الى مليارين فقط.
بقي هذا المشروع نائماً حتى سنوات بوش/كلينتون/وبوش الابن، عندما بدأ هؤلاء بالتحدث صراحة عن سياستهم العالمية، والعمل الجاد على تحقيق اهداف نادي روما.
واتخذ هؤلاء تدابير عملية، مثل شن حروب الشرق الاوسط، بنية خفض عدد السكان، وبحجة مكافحة التطرف والاسلحة الفتاكة، واخيراً مواجهة الارهاب مع الرئيس ترامب.
واطلق النادي تيارات عالمية لحماية البيئة اوكلت الى المرشح الاميركي السابق «بن غور» كما ظهرت تنظيمات Green Peace وحزب الخضر في اكثر من بلد حول العالم.
وبدأت منظمات حكومية وسياسية باستخدام قوانين غير موجودة، وبطرح مفاهيم «الصواب السياسي» Political Correctness والطاقة المستدامة او المتجددة والتبدلات المناخية. ودخلت منظمة الأمم المتحدة على خط النادي لتفرض قوانين عالمية تكبل قرارات الحكومة المحلية حول العالم وتضع قيوداً على الانتاج الصناعي.
كما جرى توزيع الادوار بين الدولة، وبرزت اتفاقية Lema التي فرضت اعادة توزيع المصانع على الدول الفقيرة والنامية.
وقد التزمت حكومتي العمال والاحرار بهذه الاتفاقية، وخسرت استراليا قطاعها الصناعي بشكل شبه كامل.
كما ظهرت مؤخراً حركة النباتيين التي تسعى الى اعادة الناس الى استهلاك المواد النباتية والتخلي عن المواد الحيوانية، من لحوم والبان وغيرها. وفرضت الشركات المنضوية مع نادي روما على فرض المنتوجات الزراعية والحيوانية المعدلة جينياً (GMO)، بحجة تحسين وحماية الانتاج والاغذية. وفي طليعة هذه الشركات كل من شركة Monsanto الاميركية، وجامعة الصين الزراعية. واصبح 80٪ من انتاج الولايات المتحدة و40٪ من انتاج الصين هو معدل جينياً. فالحبوب بأنواعها والارز والقمح والسكر والزيوت والخضار والفواكهة، بالاضافة الى اللحوم والاجبان والعديد من الاطعمة والمواد المستهلكة هي معدلة جينياً. ولا يعلم احداً ما ستكون الانعكاسات الصحية على الجنس البشري، في المستقبل.
ويرى البعض ان احداث الجفاف وافتعال الحرائق يهدفان الى تهجير المزارعين ومنح اراضيهم مستقبلاً الى شركات عالمية او دول تلتزم بأجندة نادي روما.
لذا نسمح مؤخراً عن اعادة توجيه مجاري المياه او نقلها الى اعمال التعدين والمناجم بحجة دعم هذا القطاع المزدهر.
< السيطرة على الارض ومواردها
في ظل حكم الرئيس اوباما، جرى تصنيف الاراضي الزراعية التي تستفيد من الأنهر والمياه الجوفية بالاراضي الرطبة. والزمت القوانين المزارعين على اجراء دراسات دقيقة وشاملة للموارد المائية وكيفية استخدامها، وعلى حسابهم الخاص، مع فرض عقوبات قاسية على المخالفين وغير الملتزمين بهذه القوانين.
لحسن الحظ الغى الرئيس دونالد ترامب هذه القوانين التعجيزية. لكن بعض الولايات الاميركية لا تزال تتمسك بتطبيقها.
على الصعيد العالمي، لجأت بعض الحكومات الملتزمة بالأجندة 21 بخلق ظروف صعبة على المزارعين، والترويج لأكذوبة التبدلات المناخية، ولمحاصرة المزارعين ودفعهم نحو المدن، حيث يتحولون من منتجين الى مجرد مستهلكين.
وبدأت مؤخراً في استراليا حركة مناهضة بين رجال السياسة، ابرزهم النائب Anne Bressington والسيناتور السابق مالكولم روبيرتز والبروفسورة ايلينا جونسون بوغ Paugh .
بالمقابل تتبنى دول مجموعة العشرين (G20) برنامج أجندا 21 التي يطلق عليا الآن تسمية أجندا 2030 تحت شعار حماية البيئة ومكافحة التبدلات المناخية.
وهكذا يصبح مخطط نادي روما جدول اعمال للقرن 21، وتلتزم به الدول الغربية والدول الانغلوساكسونية الى جانب الصين والهند وغيرها من الدول النامية، تحت توجيه واشراف الأمم المتحدة وهي نواة الحكومة العالمية.
فالحرائق التي تدمر العديد من المناطق الساحلية والاقليمية في نيو ساوث ويلز وكوينزلاند ليست حرائق بريئة، ناتجة عن الجفاف، بل تدخل ضمن خطة عالمية لاعادة توزيع الاراضي كمقدمة لإلغاء الملكية الخاصة وللعمل على خفض عدد السكان بوسائل وطرق عديدة، تتفاوت بين القدرة على التحكم في المناخ وافتعال الحروب ونشر الأوبئة وضرب العائلة وإلغاء الفروقات بين الجنسية، الى ما هنالك من وسائل ظاهرة واخرى قد نجهل مفاعيلها اليوم.
احتمال آخر نشره موقع Tot/news.com المتخصص بالتحقيقات الصحفية، اورد في تحقيق خاص ان معظم الحرائق المندلعة الآن والتي اخمدت بعد ان التهمت «الأخضر واليابس» والعديد من الغابات والمنازل، تقع على طول خط القطار السريع الذي تنوي الحكومة الفيدرالية انشاؤه بين مدينتي ملبورن وبرزبن. وقد ورد هذا الاقتراح في خطة متكاملة، وضعتها شركة Clara الاسترالية، وقدمتها للحكومة الفيدرالية عام 2017.
كما اورد الموقع ان الخطة تتضمن بناء ثماني مدن ذكية عصرية على امتداد خط القطار، على ان يتراوح عدد سكان كل منها ما بين 200 و600 الف نسمة.
ويتماشى هذا الاقتراح مع برنامج الأمم المحدة لانشاء مدن نموذجية مستدامة في جميع انحاء العالم بحلول العام 2030. وهذا يتوافق مع «اجندا 21 – 2030».
نعود لنطرح السؤال الأساسي :
هل حرائق استراليا هي طبيعية ام انها مفتعلة ولغايات محددة؟
اترك الجواب للقارئ
pierre@eltelegraph.com