بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة في ذكرى استشهاد جبران تويني الى أنّ «ما أخاف المسؤولين ولا يزال يخيفهم، هو صوت الحق والحقيقة، صوت الشعب الجائع والمتألم، صوت كلّ محبّ للوطن».

وقال: «اليوم، هذا البلد يُحكم من شخص تعرفونه جميعاً، ولا أحد يتفوّه بكلمة، ويُحكم من جماعة تحتمي بالسلاح»، سائلاً: «أين الثقافة؟ أين العلم؟ أين المستوى اللبناني الذي نفتخر به؟ شخص لا نعرف ماذا يَعرف، يحكمنا».

وتساءل: «ألا تسمعون ما يُطالب به أبناؤنا في الشارع اليوم؟ يُطالبون بأن يلتفت المسؤولون إلى مطالبهم المحقة، يصرخون قائلين إنّ احتجاجاتهم سلميّة وستبقى كذلك، ولكن هناك من يحاول تشويه سلميّة احتجاجاتهم».

وما إن انتهى عودة من كلامه حتى انهالت عليه الردود وأهمها:

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب ​محمد رعد رأى رعد «ان هناك من يطلع ليقول ان البلد يحكم من رجل واحد وبقوة السلاح مع احترامنا لهذا الرجل وحكمته ولأنه حكيم فهو لا يسمح لنفسه بحكم البلاد وفيها عقول ومكونات أخرى لكن هذا الكلام يصدر عمن يحاول ان يجهّل الاسباب الحقيقية للازمة ويحاول ان يعطي ويبرر استهداف المقاومة في لبنان وهذا الكلام ليس بريئاً ومن يقوله ليس بريئاً».

المفتي قبلان قال في تصريح له «لبنان يمر بأدق مراحل تاريخه الحديث، وليس مسموحا لأحد أن يزيد النار تسعيرا، سواء أكان مطرانا أو شيخا، بل الواجب الديني والأخلاقي يفرض عليه أن يسهم في إطفائها».

وتوجه الى المطران عودة قائلا: «هذا الشخص وتلك الفئة حررت وقاومت وحمت وصانت وأعادت الحرية والسيادة والاستقلال لبلد كان محتلا ودولة كانت بين أنياب إبليس، حررت ولم تحكم، قدمت ولم تأخذ، أعطت لله وللوطن، قاومت وعينها على لبنان وليس على كراسيه.

النائب محمد  رعد قال: “هناك من يطلع ليقول البلد يحكم من رجل واحد وبقوة السلاح ، هذا الكلام يصدر عن من يحاول ان يجهّل الاسباب الحقيقية للازمة ويحاول ان يعطي ويبرر استهداف المقاومة في لبنان وهذا الكلام ليس بريئاً ومن يقوله ليس بريئاً، ورغم هذا الكلام نحن نتمسك بصيغة الوفاق الوطني واتفاق الطائف وتشكيل حكومة وفاق وطني من خلال الطائف “.
ومن جهته، اعرب رئيس أساقفة القدس وفلسطين للروم الارثوذكس المطران عطاالله حنا، عن حزنه وصدمته من كلام عودة الذي وصفه بأنه «غير مبرر وغير مقبول ولا يمثلنا كمسيحيين. مشيراً إلى «ان الكنيسة ليست مكاناً للتحريض ولا الإساءة لأحد». والى ان السيّد نصر الله وحزب الله كان لهم دور في الدفاع عن الحضور المسيحي في سوريا وفي أكثر من موقع، وانه يرفض التطاول عليه وعلى الحزب

في الردّ على النائب رعد، نحيله على مواقف المتروبوليت عودة من المقاومة وخاصة حين دعا أبناء الأشرفية لفتح بيوتهم ومؤسساتهم لأخوتهم الجنوبيين في حرب تمّوز سنة 2006.. أما أن يقول رعد أن صاحب هذا الكلام غير بريء ، فهذه كبيرة يا حاج!.

أم في الرد على الشيخ قبلان، فنقول إن ما قاله المتروبوليت عودة لا ينكر الدور الذي قام به حزب الله في مواجهة إسرائيل ولكن ما قاله هو توصيف للواقع اليوم وليس إزكاء للنار.

وبالنسبة للمطران المناضل عطالله حنا، فأعفي نفسي من الرد عليه، لأن لديه كما يبدو حنيناً  إلى زمن التدخّل الفلسطيني في الشؤون اللبنانية.

فيا جماعة،روقوا على المتروبوليت عودة ، وهو من موقعه يحق له كالذين “يغرّدون” يومياً أن يعطي رأيه، وهو ليس ديما صادق كي تستسهلوا اتهامه بالخيانة لمجرّد أنه أزعجكم”؟!.