بقلم رئيس التحرير/ أنطوان القزي

الصورة المرفقة أعلاه هي أبلغ تعبير لمن يريد أن يعتبر.

ونساء الشياح اللواتي اجتزن طريق صيدا القديمة ليصرخن معاً مع نساء عين الرمانة بصوت واحد:” لا للعودة إلى الحرب الأهلية ولن نجعل أولادنا وقوداً للحرب الطائفية” هن الصوت الحقيقي لمعاناة المواطنين.

ونساء التباريس والخندق الغميق أمس الأول السبت مع ورودهنّ البيضاء رسمنا مساحة ودّ ومحبة لا حدود لها.

عندما نرى الأمهات يمحين في النهار ما كتبه المُغرَّر بهم في الليل نؤمن بالثورة.

فالأم هي نبض المجتمع وهي القائدة الحقيقية لأبنائه وهي بوصلة المحبة والإلفة والسلام.

والنساء اللواتي شبكن الأيدي من عين الرمانة والشياح وصولاُ إلى طرابلس حقّهن على المسؤولين أن يستمعن إلى أصواتهن.

تدرك الأمهات أن الذي حمل العصا ليس متخماً، وأن الذي حطّم السيارات وواجهات المحلات في الشوارع الآمنة ليس موظفاً وأن الذي كسّر الخيم واقتلعها في ساحتي الشهداء ورياض الصلح ليس أفضل وضعاً من حال المعتصمين.

لماذا لا يدرك هؤلاء الغزاة أن الثوار يطالبون لكل اللبنانيين ويتحسّسون بوجع كل اللبنانيين وحناجرهم رويت بمياهٍ من بيروت وطرابلس وصيدا وصور وجبيل وزحلة وبعلبك والنبطية.. وأن ساحتي رياض الصلح والشهداء  ليستا قريتين وليس لهما مختار ومأمور نفوس، بل هما كل لبنان ، تنبض شرايينهما بدم كل لبنان وتناضلان من أجل كل لبنان.

وما دام التيار الوطني الحر يقول أن مطالب الثورة هي مطالبه فلماذا التخوين إذن ، وما دام التيار يطالب بمحاكمة الفاسدين لماذا يقف في الجهة المقابلة؟!.

ثورة فيها ناشطون يجمعون ثمن سيارة فرح مرعي التي حُطمت سيارتها على الرينغ لن تموت.

وثورة ينزل فيها الطرابلسيون إلى الشوارع بعد ليل تخريبي حاملين العلم اللبناني لن تتعب.

وثورة ينشئ في ساحاتها المتطوّعون مطابخ جماعية لن تسقط.

وثورة تطوّع فيها أطباء لمعالجة الثوار ومحامون للدفاع عنهم لن تتهاون.

وثورة كلّما تحطّمت في ساحاتها خيمة فرّخت مكانها خيمتان لن تستسلم.

عندما ترون الأم والأخت والإبنة في الشارع ، عليكم أن تلتحقوا الآن بالثورة؟!.