بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

الآن بدأنا فعلاً نخاف، والآن بدأت بيروت تبكي تاريخها الإعلامي وتتحسّر على زمن المكتب الثاني وممارسات غابي لحّود وفريقه.

لور سليمان لم تحمل قلماً لتشتم أو تجرّح أو تنال من كرامة أحد، بل هي التي أعطت للوكالة الوطنية نكهة وطعماً ولوناً، هي التي كانت تذكّرنا أن بيروت هي أم الصحافة وهي العصية على التطويع وأنها قلعة الحقيقة .

جريمة لور سليمان اليوم أنها حملت المرآة لتنقل المشهد كما هو بلا زيادة أو نقصان، ولأن المشهد يغيظهم أقالوها.. وشرفٌ لها أن تبتعد حاملة ثقة المهنة والوطن والناس من ان تبقى لتشهدَ على كمّ الأفواه وتحوير الحقائق ومجاراة الفساد.

من زمان أزعجهم احتراف لور سليمان ، ومن زمان وهم يحاولون اقتلاعها من تربة أخصبتها بالجهد والمناقبية والسهر، وها هم اليوم يعتقدون انهم اقتلعوها، فإذا بهم يُسقطون آخر ورقة تين عن أجسادهم.

مليونا لبناني نزلوا الى الشارع لمحاربة الفساد، فإذا بالسلطة تنتقم من المليونين عبر الإمعان بالفساد والمحسوبيات  واستبدال الآراء الحرّة بالأبواق وأزلام السلطان.

لا أحد يفهم لماذا لور سليمان اليوم، نعم لأن الذين أبعدوها لا يتحمّلون هَول جريمتهم قأقدموا على خطوتهم تحت جنح ثورة المواطنين معتقدين ان عيون الناس منصرفة الى التظاهرات.

لا لقد أخطأوا في العنوان ، فللبنانيين عيون وعقول وقلوب ما زالت ترى وتعي وتدرك ما يحصل وتميّز الأبيض من الأسود والقمح من الزؤان.. ولأن لور سليمان  من الخميرة الوطنية الصالحة، فلا مكان لها في زمن القحط والكيدية.

تحية الى لور سليمان التي رفعت الوكالة الوطنية ولم ترتفع بواسطتها.