بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

«لن نقبل ب «زعران» يغلقون الطرقات باسم المطالبة بمحاربة الفساد».

هذا بعض ما أعلنه وزير المهجّرين غسان عطالله هذا الأسبوع وهو الذي كان دخل في سجالات عنيفة في الأسبوعين الأخيرين مع خمسة وزراء و نواب كان آخرها مع النائب پولا يعقوبيان.

لن ندخل مع الوزير عطالله في سجال سياسي، بل نسأله من منطلق وطني: كيف وجد ان كل الذين في الشوارع هم زعران، بمعنى آخر أن معاليه هو وزير في دولة نصفها زعران، لأن مليوني لبناني يقطعون الطرقات أي مليوني «أزعر» والنصف الباقي من الأوادم هم من مناصري الوزير عطالله؟!.

جميلة جدّاً هذه المعادلة، لقد سجّل الوزير عطالله من خلالها نقطة هامة وهي دخول لبنان كتاب غينيس للأرقام القياسية في عدد الزعران..

شكراً معالي الوزير على هذه المعلومة التي لم يكتشفها أحد سواك وتستحق لقاء ذلك وساماً من رتبة «فارس»!.

والسؤال ، كيف يسمح وزيرٌ لنفسه أن يعتبر الجائع والفقير والمحتاج «أزعر»؟

الوزير الشاطر الذي طالب بإلغاء كل الصناديق: صندوق الجنوب وصندوق المهجرين وصندوق المؤسسات الاجتماعية وغيرها..لماذا لا يُقفل صندوق الكلام المجاني الذي لا طعم له؟.

الوزير عطالله الذي يستمريء الخلافات مع وزراء ونواب يبدو أنه لا يعرف ماذا يريد، ففي إحدى الجلسات الحكومية منذ أسابيع، قام معالية  بمداخلة لعدة دقائق في مجلس الوزراء ولدى انتهائه قال له الرئيس الحريري:» مش عم بفهم شو بدّك وعن أي خطّة عمبتحكي، قدِّمْ خطّة ورجاع طالب»؟!.

وأثناء موجة الحرائق الأخيرة في منطقة المشرف تمّ طرد الوزير عطالله من مطعم الجسر في الدامور بعد عملية تدافع تعرّض لها.

هذه المرّة حسبَها جيّداً الوزير عطالله، شغّل عداداته واكتشف ان في لبنان مليوني أزعر .. لكنه لم يكتشف كم محتاج وكم فقير وكم مقهور وكم جائع في لبنان!.

الشاطر غسان هو أصغر وزير «محاسبجي» وهو أبرع الذين  يجيدون استعمال لغة الأرقام!.

كلّنا للوطن.. ونصفنا زعران… مبسوط يا غسان؟!.