كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

ماذا يريد سائقو الدرّاجات الذين انطلقوا من الضاحية الجنوبية مساء الاثنين لترويع المواطنين؟!.

هل هم يقولون ان الناس في الضاحية متخمون مرفّهون وسعداء في حياتهم؟!.

ماذا يقصد درّاجو الضاحية وهم يروّعون المطالبين باللقمة ومكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين؟!.

ولماذا تتوجّه دراجاتهم دائماً باتجاه شوارع بيروت وصولاً الى الأشرفية في حين اسقط اللبنانيون في ثورة الغضب كل الحواجز والعناوين الطائفية؟!.

الأعلام والرايات التي رفعها درّاجو الضاحية هي لأحزابٍ تنصّلت منهم وقالت ان لا علاقة لها بتحرّكهم.. معقول أنّ من روّع إسرائيل ولا يزال، لا يعلم بتحرّكات درّاج في الضاحية؟.

أيها الدراجون لماذا لا تتركون الناس يعبّرون عن وجعهم وصرختهم، وهل  تحاسبونهم لأنهم قالوال «آااااخ» بصوت عال؟. وبدل ان تحملوا لهم البلاسم والضمّادات كما فعل غيفارا مع المظلومين تحملون الرعب والهلع والتخويف.. معقول؟!.

أيها الدراجون، انتم احرار تماماً مثل المتظاهرين، فلماذا تسيّرون حريتكم بغير اتجاه، ومن تحدّاكم أو قاتلكم أو استفزّكم وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تتوجهون الى تظاهرات صور والنبطية وبعلبك والهرمل وعشرات البلدات والقرى في الجنوب والبقاع؟ ولماذا لم توجّهوا دراجاتكم الى تلك المناطق أم أنكم استمرأتم التوجّه دائماً الى ساحة ساسين وشارع مونو في الأشرفية حتى تحوّلوا المشهد من لبناني واسع الى طائفي ضيّق..

فيا شباب الدراجات ، تشي غيفارا «زعلان كتير ومزعوج منكم» لأنه استقلّ الدراجة  يوماً وقطع آلاف الكيلومترات على امتداد أميركا الجنوبية والوسطى ليؤاسي الناس  وليدافع عن الفقراء والمحتاجين، وكتب مذكراته تحت عنوان «يوميات دراجة نارية» وعبّر فيها عن قلقه على الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر..

إني أسمع تشي غيفارا يقولوا لكم اليوم: «انزلوا عن دراجتي، لقد شوَهتم مهمّتها فهي لمساعدة الناس وليست لترويعهم.. رجاء اتركوا دراجتي وشأنها فهي للحبّ وليست للفتنة والترويع، وهي للمساعدة ولنصرة الناس وليس لإجهاض أحلامهم ..ومن هافانا وكل فقراء العالم مع أطيب التحيات الى سائقي الدراجات المتخمين في الضاحية الجنوبية»؟!.