بقلم هاني الترك OAM

الإثنين: بين مسلم ويهودي

هذه الواقعة طبلت وزمرت لها الصحافة الاسترالية مع أنها مجرد زوبعة في فنجان، وتحدث في المدارس في أي وقت.. وإليكم تفاصيل هذه الواقعة:

طلب تلميذ مسلم من تلميذ يهودي في المدرسة يبلغ من العمر 12 عاماً أن ينحني على الأرض ويقبّل قدميه.

أرسل تلميذ آخر وهو مسلم أيضاً رسالة الكترونية إلى ذات التلميذ اليهودي بأنه يجب أن يقتله، وسأله فيما إذا كان هناك إمكانية لانتحاره.. وكانت رسالة هابطة في لغتها.

بدأت الشرطة التحقيق مع التلميذين وكذلك دائرة التعليم بدأت التحقيق في القضية.

هنا تبدوا العنصرية والاستقواء بين تلاميذ المدارس.. فرغم أن هؤلاء التلاميذ غير ناضجين سناً إلا أن العنصرية ليس لها مكان في استراليا.. ويجب أن يعلم الجميع أن الاستراليين يعاملون بالتساوي.. بصرف النظر عن دياناتهم، سواء في المدارس أو في مجال العمل أو في جميع المجالات الحياتية.

فهناك مفوضية مكافحة التمييز العنصري في كل ولاية وعلى المستوى الفيدرالي.

أما الاستقواء في المدارس فهو ممنوع أيضاً.. وفعل التلميذين بصرف النظر عن انتمائهم الديني خاطيء وغير مقبول.

الثلاثاء: النساء الشقراوات

معظم الرجال يفضلون المرأة الشقراء.. لأنها في أغلب الأحيان تكون امرأة لعوب وذات دلال خاص ونكهة جديدة لديهم.

من أجل ذلك افتتح جورج زياجيش مصفف الشعر صالوناً خاصاً للنساء ذوات الشعر الذهبي من أجل تزيين شعرهن.. والعناية بأظافرهن وكل شيء حتى التدليك.

لا يقبل جورج أن تدخل أي امرأة صالونه إذ لم تكن شقراء.. مع أن الشقراء عموماً تسمى Silly blond أي الشقراء الساذجة.. ويقول أن التكلفة ليست غالية إذ أن الشقروات يدفعن لكل هذه العناية والخدمة التي يقوم بها نحوهن بانتظام.. هل تعتقدون أن هذا المحل هو انتهاك لقوانين التمييز؟.

أرى أنه تمييز فأنا مثلاً أحب المرأة السمراء إذ أنني مفتون (Infatuated) بالجمال العربي.. مع أنه طبقاً لقوانين المحل لا يحقّ للمرأة السمراء Brunette دخول المحل.

الأربعاء: من أجل سنت

دين هانيف المواطن في منطقة ستراثفيلد دفع قيمة حسابه مع شركة اتصالات هاتفية وأقفل الحساب.. قامت الشركة بتسليم القضية لوكالة تحصيل الديون.. قامت بدورها بإرسال إخطار لهانيف يقول إذا لم يدفع باقي الحساب حالا بإرجاع الدين المطلوب سوف تتخذ الوكالة إجراء قانونيا عاجلاً.

هل تعرفون ما قيمة الأموال المتبقية للدفع؟

هي سنتٌ واحدٌ فقط.. فكم تكلّف من النقود لشركة الاتصالات الهاتفية لتحصيل سنت واحد.. وكم كانت المتاعب كلها من أجل تحصيل سنت واحد.. إنه عالم مادي عجيب عجيب.. بل مجنون مجنون.

الخميس: هل العدالة عادلة؟

منذ 19 عاماً أدين ديفيد إيستمان بجريمة قتل مساعد مفوض الشرطة بإطلاق النار عليه.. فوجدته هيئة المحلفين مذنباً بجريمة القتل.. لوجود دوافع انتقام من إيستمان.

أعيد محاكمة إيستمان ورأت هيئة المحلفين الجديدة بعد انقضاء 19 عاماً بعدم وجود أدلة بدون أدنى شك تدينه بالجريمة.

أصدر القاضي حكماً بإعطاء إيستمان تعويضات قيمته سبعة ملايين و 200 ألف دولار.. وكان إيستمان طالب ب 18 مليون دولار على أساس مليون دولار تعويضاً عن كل عام.

إن القانون معقد جداً.. فربما هو القاتل وربما تكون عصابة المافيا هي التي قتلت كما ادعى محاميه.. لا توجد أدلة قاطعة تثبت براءته أو إدانته، مما لا يدع مجالا للشك لارتكاب الجريمة.. هنا يكمن السؤال مَنْ القاتل.. وهل هيئة المحلفين الأولى أخطأت؟.. والقاضي أخطأ.. وهل هيئة المحلفين الثانية أخطأت أم أصابت؟، مثلما قاضي المحاكمة الثانية.

بالطبع كل شخص معرض للخطأ.. والعدالة لا توجد إلا في السماء فقط.

الجمعة: قضية عمرها 120 عاماً

إن أول حرب شاركت فيها استراليا منذ 120 عاماً كانت حرب البوير في جنوب أفريقيا.. بين بريطانيا وهولندا في الأعوام 1899 – 1902.. كانت استراليا وقتها خاضعة للحكم البريطاني.. أرسلت جنودها إلي جنوب أفريقيا للحرب.. ومن بينهم هاري مورانت وبيتر هانكوك.

كان قائد القوات البريطانية الذي مكانه في مصر والسودان الجنرال كتشينر.. والذي حدد في ذلك الزمن أن مورانت وهانكوك أسرا بعض الجنود من الأعداء وقتلاهم.. وهذه ممارسات تخرق قانون الحروب.

أصدر كيتشنر قراراً بمحاكمتهما كمجرمي حرب.. وبالفعل تمت محاكمتهما العسكرية وعُين الميجور توماس محاميا عن مورانت وهانكوك.. ولكنه لم ينجح في الدفاع عنهما وأصدرت المحكمة قراراً بإعدامهما.

طالب في ذلك الزمن معظم الاستراليين بتبرئة مورانت وهانكوك من تهمة مجرمي حرب.. وكان المحامي عنهما بريطاني وليس هناك حق في محاكمتهما.. وأُخرج فيلم عن قضيتهما.

صدر الأسبوع الماضي كتاب للمؤلف غريغ غرودوين يقصّ قصة دفاع الميجور توماس الفاشلة.. وإدانة مورانت وهانكوك.. فإن كتشينر هو الذي أصدر الأوامر باعتبارهما مجرمي حرب.