إدانة عربية لـ «عدوان» تركيا وتلويح بخفض العلاقات

سوريون موالون لتركيا يعدمون 9 مدنيين في سوريا

أدان مجلس وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة أمس الأول، «العدوان التركي» على شمال شرقي سوريا، ولوحوا بخفض العلاقات الدبلوماسية والعسكرية مع أنقرة.

وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحافي: «قد يكون هناك زيارة محتملة لوفد وزاري عربي لمجلس الأمن بشأن العدوان»، لافتا إلى تحفظ قطر والصومال على الإجماع العربي في الاجتماع.

وكان وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير دعا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته ومضاعفة الجهود للوقف الفوري للعمليات التركية بـ»وصفها تمثل انتهاكا لسيادة سوريا وتهديدا للأمن والسلم الإقليمي».

وقبل الاجتماع الوزاري، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري وفداً من «مجلس سوريا الديمقراطية». وجدد المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم الوزارة «إدانة مصر للعدوان التركي واعتباره احتلالاً»، مؤكدا أن «مقاومته تُعد حقاً مشروعاً».

ميدانياً، دارت معارك عنيفة بين قوات موالية لتركيا و»قوات سوريا الديمقراطية» في تل أبيض ورأس العين شرق الفرات وسط أنباء عن نزوح 200 ألف مدني. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن مقاتلين سوريين موالين لأنقرة، أعدموا 9 مدنيين بينهم رئيسة حزب كردي رمياً بالرصاص في مناطق تقدموا فيها في إطار الهجوم التركي في شمال شرقي سوريا.

وذكر مدير المرصد، رامي عبد الرحمن: «المدنيين التسعة أُعدموا على دفعات إلى الجنوب من مدينة تل أبيض الحدودية في ريف الرقة الشمالي».

وأفاد «مجلس سوريا الديمقراطية»، الذراع السياسية لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، بأنه بعد استهداف سيارة المسؤولة الحزبية تم إعدامها برفقة سائق السيارة.

وتناقل نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعَي فيديو، لا يمكن التحقق من صحتهما، يُظهر الأول شخصين بلباس مدني جاثمَين على الأرض فيما يقول مقاتل إلى جانبهما إنه تم أسرهما من قِبل فصيل «تجمع أحرار الشرقية» على أنهما مقاتلان كرديان.

وفي الفيديو الثاني، يظهر أحد المقاتلين وهو يطلق الرصاص بكثافة على شخص بملابس مدنية، مردداً «صوروني».

ونشر فصيل «تجمع أحرار الشرقية» الفيديو الأول على حسابه على موقع «تويتر» من دون أن يأتي على ذكر الإعدامات.

وبدأت أنقرة ومقاتلون سوريون موالون لها في التاسع من الشهر الحالي هجوماً ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا.

وتتركز المعارك يرافقها قصف تركي مدفعي وجوي كثيف على منطقتي رأس العين (شمال الحسكة) وتل أبيض.

وتمكنت تلك القوات من السيطرة على 27 قرية، غالبيتها في محيط تل أبيض، وفق المرصد السوري.

وقُتل 11 مدنياً آخر، أمس الأول (السبت)، في القصف التركي على مناطق حدودية عدة في شمال شرقي سوريا.

والهجوم هو الثالث الذي تشنّه تركيا مع فصائل سورية موالية لها في شمال سوريا، بعد هجوم أوّل عام 2016 سيطرت فيه على مدن حدودية عدّة، وثانٍ عام 2018 سيطرت خلاله على منطقة عفرين الكردية.

وخلال الهجوم على عفرين أظهرت مشاهد مقاتلين موالين لأنقرة قرب جثة مقاتلة كردية تم التمثيل بها قرب عفرين أو يقومون بأعمال نهب في البلدة بعد السيطرة عليها.

فرنسا

قالت فرنسا، إنها علقت كل مبيعات السلاح إلى تركيا، وحذرت أنقرة من أن هجومها على شمال سوريا يهدد الأمن الأوروبي.

ووفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء، ذكر بيان مشترك من وزارتي الدفاع والخارجية الفرنسيتين: «قررت فرنسا، التي تتوقع انتهاء هذا الهجوم، تعليق كل خطط تصدير السلاح إلى تركيا الذي يمكن أن يستخدم في هذا الهجوم. القرار يسري على الفور».

وتابع البيان أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سينسقون مواقفهم في اجتماع يُعقد، الاثنين، في لوكسمبورغ.

وفي غضون ذلك، شهدت النمسا وسويسرا مظاهرات حضرها الآلاف للاحتجاج على التدخل التركي في سوريا.

وقالت وكالة الأنباء السويسرية إن المتظاهرين حملوا لافتات جاء بها «لا للحرب في شمال وشرق سوريا» وساروا بها عبر شوارع مدينة زيوريخ السويسرية.

وأضافت الوكالة أن المحتجين لفتوا الانتباه بجوقة الصفارات التي أطلقوها وبالموسيقى الكردية التي كانوا يشغلونها، مطالبين بـ»وقف الإرهاب».

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعا تركيا  إلى «أن تنهي في أسرع وقت» هجومها في سوريا، منبهاً إياها إلى «خطر مساعدة (داعش) في إعادة بناء خلافته».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال ماكرون: «أدين بأكبر قدر من الحزم الهجوم العسكري الأحادي الجانب في سوريا، وأدعو تركيا إلى إنهائه في أسرع وقت». وأضاف، في مؤتمر صحافي في ليون (وسط شرق)، أن «خطر مساعدة (داعش) في إعادة بناء خلافته، مسؤولية تتحملها تركيا».

وفي سياق متصل، شهدت مدينة بيلينزونا مسيرة للمحتجين، وكانت مظاهرة نظمت في مدينة برن، حيث رددوا هتاف: «أيها الجيش التركي، اخرج من كردستان».

وقال منظمو مظاهرة فيينا إن المظاهرة التي خرجت، السبت، زاد عدد المشاركين فيها على عدد المتظاهرين الجمعة والخميس، احتجاجاً على الهجوم العسكري التركي، وكان قد شارك فيهما أكثر من 3 آلاف شخص، حسب المنظمين.