بقلم رئيس التحرير / أنطوان القزي

بصرف النظر عن انقسام الآراء حول رجب طيِّب اردوغان، فإنه الزعيم  الثالث في العالم الذي تحدّى دونالد ترامب وهزمه بعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

فلاديمير يملك سعيداً في بلاد الشام وجيشه شرَعَ في بناء المستشفيات والمدارس والكنائس فيها، في حين يعلن ترامب عن سحب جنوده من سوريا وأنه بعد اليوم غير مستعد بالتضحية بأي جندي أميركي في معارك لا مصلحة لبلاده فيها!.

الزعيم كيم يواصل إطلاق صواريخه بعد سلسلة التهديدات الأميركية ضارباً بعرض الحائط بالقمّتين اللتين جمعتاه مع ترامب في كلّ من سنغافورة وكوريا!.

أردوغان الذي بدأ أمس الأول الأربعاء عملية “نبع السلام” في سوريا، كان يتعرّض في بداية  هذا الأسبوع  لتهديد “ ترامبي” بإنهاء  تركيا إقتصادياً في حال دخول جيشها الى شمال سوريا، وأمس الأول انقلب ترامب على نفسه وتراجع عن تهديده واتصل بأردوغان سامحاً للأتراك باجتياح مناطق الأكراد!.

ولا ننسى أن الأميركيين حرموا الأتراك منذ أسابيع من المشاركة في تدريبات طائرات “أف ٢٦” لأنهم استوردوا  شبكة صواريخ “أس ٤٠٠ “ الروسية.

اليوم ينفض اردوغان جناحيه على مرأى من البيت الأبيض معلناً أنه سيقيم منطقة آمنة في شمال سوريا وهوأعلن منذ أيام أنه سيعطي الجنسية التركية لسكان الشطر التركي من قبرص ، وأعلن أيضاً أنه سيبدأ بالتنقيب عن الغاز مما أغاظ قبرص اليونانية واليونان ومصر.

أردوغان ما عاد يخشى الأميركيين لأنه يدرك تماماً أنهم يحتاجون اليه وان لا مصلحة لهم بتركيا ضعيفة ويدرك أيضا أنه بين الأكراد وأنقرة سيختار الأميركيون بالتأكيد أنقرة..

..لعبها اردوغان كما لعبتها قطر قبله.

اردوغان يخترق اليوم الهلال الخصيب مرةً ثانية بعدما اخترقه أسلافه في لواء إسكندرون  وها هو كذلك  يعرض الجنسية على سكان نجمة الهلال الخصيب “قبرص”.

حتى الآن يلعبها رجب بذكاء ولو كانت مغمّسة باللون الأحمر..

طيِّب يا طيِّب إنتصارك على ترامب؟!.