بقلم نوفل حنا نوفل – سدني

الملفت للنظر في هذه الايام المشاكل العائلية التي تؤثر على العديد من العائلات  ابتداءً من الرجال والسيدات والأولاد والأخوة والأخوات.

فما هو السبب الاساسي الذي يدمّر بعض العائلات ويقضي على بعض البيوت لكي ينهزموا وينهدموا ويكون هدمهم مؤسف جداً وفاشل بكل للكلمة من معنى.

فهل من الممكن ومن المعقول بأن لا نجد بعض الحلول والمخرج والباب الصحيح لكي نخرج من هذه المآسي المستعصية والفشل الذريع والمزمن؟

يقول المثل “اعمل منيح لتستريح”.

والسم القاتل الذي ينعكس على الانسان هو عدم التسامح. ولكن عندما نسامح نجد قوة هائلة تنعكس علينا مباشرة فرحاً وسلاماً واطمئناناً وراحة بال . وهى نتيجة ايمان به ورحمة منه. وان لم نسامح سنحيا ونعيش في الهموم والكراهية وتوتر الأعصاب ووجع الرأس والاكتئاب وبعض الأحيان فقدان الصواب وانهيار الأعصاب والانهيار النفسي. جميع افكار ابليس حاملة هذه الويلات. ولكن تستطيع بأن  تحذفها من حياتك بواسطة التسامح والإيمان ومحبة الأعداء . والمثل الأكبر لنا عندما قرأنا عن موت الرب يسوع المسيح وفدائه على خشبة الصليب.

عندما سامح الأعداء الذين صلبوه ولعنوه وجدفوا عليه. ولكنه بادلهم بالمحبة والتسامح. وقال بصوت عالٍ جداً اغفر لهم يا آبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون . نحن نعلم عن إبليس الشرير بأنه ملعون من الله والملعون يعني لا راحة له ولا سلام ولا حياة جميلة  بل انه يعيش  في عذاب وغضب وكراهية وحروب ومشاكل عديدة. ويسكن في بعض البشر بواسطة صفاته الشريرة ليظهر أعماله بهم لكي لا يكون لهم راحة  ليلاً  نهاراً. فلماذا البعض من الناس يعطوا ابليس الشرير مكاناً في قلوبهم او في عقولهم لتصبح حياتهم جحيم وعذاب.

المشكلة هنا اكثر مما نتصّور بكثير . وكما قال لنا الرب يسوع لا تقاوموا الشر بالشر. لأنكم لا تصارعون لحماً ودماً بل أنكم تصارعون ارواحاً شريرة ساكنة في بعض البشر، وكما نبهّنا منهم.  اله هذا الدهر اعمى قلوب وعقول غير المؤمنين لكي لا يروا انارة مجد المسيح ولكي لا تستنير لهم نور الحياة الابدية الممتلئة سلام وفرح واطمئنان اَي مشيئة الله العظمى، ومن ثمارهم تعرفونهم. وان احببتم أن تعيشوا بسلام دائم مع اولادكم وربعكم يجب أن تبتعدوا عن جميع الناس الذين لا يحبون أقوال الله ولا يؤمنون بها قولاً  وفعلاً، ولا  تعاشروا الناس الذين لا يسامحون احداً . بل عليكم انتم بان تسامحوهم وتحبونهم . لكي يعلموا من انتم ومن هو الهكم ورجاؤكم الوحيد . الذي خلصكّم وبارككم  ورفعكم اليه فوق كل رئاسة وسلاطين.منتصرين على إبليس وجماعته بالمحبة والتسامح. كما هو انتصر على سلطان الموت وعلى إبليس  وعلى العالم  قائماً من بين الاموات . تاركاً لنا اعظم وصاياه احسنوا الى مبغضيكم باركوا لاعينكم سامحوا وحبوا بعضكم بعضاً كما انا احببتكم وسامحتكم  له كل الحمد والشكر الى الأبد امين .