بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
أل «درون» المسيّرة التي استفاق اللبنانيون على سقوط طائرتين منها في الضاحية الحنوبية، تغيّر مفهومها من كاميرا تحلّق لتصوير الأفراح والأعراس.. الى آلك للقتل والموت..
بدأت ال «درون» بحجم كاميرا صغيرة وتحوّلت مع الوقت إلى حجم طائرة صغيرة.
وإذا كنا نحن اكتشفنا هذه الطائرة للفرح قبل ان تتحوّل للتجسّس والتفخيخ، فإن شعوباً كثيرة اكتشفتها وسيلة موت ولم تكتشفها للأعراس، لأن مراسم الأفراح لديها بالكاد تحصل مع بضع حبّات من اللولي والسكاكر.
ففي افريقيا الغربية التقى يوم السبت رؤساء 15 دولة في عاصمة بوركينا فاسو ليواجهوا العنف ليس من الطائرات النفاثة ولا من المدفعية الثقيلة، بل من طائرات آل «درون» المسيّرة حتى أن جماعة» بوكوحرام» باتت عصيّة على الجيش النيجيري وهو من أقوى الجيوش الافريقية، وان القاعدة التي تنتشر في دول غرب افريقيا باتت تعتمد على هذا السلاح الغدّار.
منذ أكثر من سنتين، رصدت دول الخليج مليارات الدولارات لحرب اليمن وانطلقت عاصفة الحزم من ستة دول عربية لمواجهة الحوثيين..
مضت سنوات ووهنت قوّة عاصفة الحزم وانسحبت دول من المشاركة فيها ووصل الحوثيون يوم السبت الماضي بواسطة
ال «درون» الى منشآت أرامكو النفطية في السعودية وهي باتت تهدّد بعض المصافي الكبرى.
عندما أعلن بوتين يوم السبت الماضي عن انتاج سلاح روسي يبيد مدينة بكاملها وهو عبار ة عن صاروخ محمّل برؤوس نووية قد يبقى أياماً في الفضاء يفتّش عن هدفه، سخر مراقبون دوليين من ذلك وقالوا ان:» نسي بوتين أن ال» درون» هو السلاح الفتاك لأنه خارج نطاق توازن الرعب بين الدول القوّية وأن أي فرد يستطيع ان يقتنيه ويستخدمه».
ال «درون» الصغير هزم عاصفة الصحراء بكل جيوشها وأساطيلها وملياراتها.. ما يثبت أنه ليس بالمال وحده تقوى الجيوش.
إسرائيل اهتدت الى المهمّات السحرية ل «الدرون»، وعلى اللبنانيين والسوريين ان ينتظروا المزيد منها من الناقورة إلى حلب.