بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

ما كادت وزيرة الطاقة اللبنانية ندى البستاني  تتحدّث عن موعد الحفر في البئر «بلوك 4» مقابل الشاطىء اللبناني، وما كادت وكالة « ستاندرد أند بورز» تصدر تقريرها بشأن التصنيف الإنتمائي للبنان وتبقيه على التصنيف السابق «ب» حتى جُنَّ جنون إسرائيل وهي التي كانت تراهن على انهيار لبنان بالضربة الإقتصادية، بالإضافة الى التهديد الصريح للسيد نصرالله منذ أيام بمهاجمة إسرائيل في حال اندلعت الحرب على إيران، فكانت طائرتا الضاحية الجنوبية المسيّرتان مساء السبت رسالة من إسرائيل الى أن «حزب الله» لا يملك وحده قواعد اللعبة..

وبعد ظهر أمس الأول الأحد ، جدّد نصرالله تهديده وأنه سيقلب الطاولة هذه المرّة في الردّ على إسرائيل.. وفجر أمس الإثنين جاءه الردّ سريعاً من قوسايا البقاعية عبر قصف أسرائيلي لقواعد الجبهة الشعبية التي يستعملها «حزب الله».

السجال لم ينحصر في التهديدات المتبادلة بين إسرائيل والحزب، بل عاد إلى نبش الخلاف اللبناني الداخلي حول السياسة الدفاعية عبر استنكارات رموز 14 آذار أو من تبقّى منهم، التي جاءت مقرونة بالتأكيد على حصرية حقّ الدولة والقوى الشرعية وحدها في الردّ لأن إسرائيل انتهكت أرضاً لبنانية وأن الضاحية ليست مشاعاً خاصاً.

كثيرون قالوا أن نتنياهو مُحرج انتخابياً ، لذلك يحاول توتير الوضع في لبنان.. ونسوا أن الإحراج الحقيقي هو للداخل اللبناني بعد عاصفة الطائرتين المسيّرتين ، وإن كان الجميع مقتنعاً بأن الكلمة الأخيرة هي ل «حزب الله» وما بعض الأصوات المعارضة  إلّا من باب الفانتازيا السياسية، والتجارب السابقة تؤكّد ذلك!.

حمى الله لبنان من كل سوء.