اعتبر قائد فرقاطة بريطانية نُشرت في مياه الخليج لمواكبة السفن التي ترفع علم بريطانيا لدى عبورها مضيق هرمز، أن إيران تحاول اختبار عزيمة البحرية الملكية.
وقال وليام كينغ، قائد الفرقاطة «إتش أم أس مونتروز»، إنه أجرى خلال 27 يوماً 85 «اتصالاً مع القوات الإيرانية»، أدت غالباً إلى «تحذيرات متبادلة» عبر الجهاز اللاسلكي.
وأضاف: «ذلك يعطي فكرة عن الحدة. إنه ربما أكثر ممّا شهدناه أخيراً. يبدو أن الإيرانيين مصمّمون على اختبار عزيمتنا وردّ فعلنا غالباً».
وتابع: «سيدّعون ربما أن وجودنا (في المنطقة) غير شرعي، على رغم أننا (نتواجد) بكل قانونية في مياه دولية. قد يرسلون في اتجاهنا زوارق سريعة، لاختبار إلى أي حدّ سنصل في تحذيراتنا».
واستدرك كينغ أن التواصل مع إيران في مياه الخليج بقي «مهنياً» و»ودياً». وأشار إلى وجود «تفاهم مفيد»، وصفه بأنه «احترام بين البحّارة».
وستعود الفرقاطة «مونتروز» هذا الأسبوع إلى قاعدتها، لإجراء أعمال صيانة مقررة مسبقاً وتبديل طاقمها، وستُبدل بالمدمّرة «إتش أم أس دنكان» التي وصلت الأحد إلى المنطقة.
وكانت البحرية البريطانية ساعدت سلطات جبل طارق، في 4 الشهر الجاري، في احتجاز ناقلة النفط الإيرانية «غريس-1»، للاشتباه في تهريبها نفطاً إلى سورية، منتهكة عقوبات أميركية وأوروبية.
وردّت طهران باحتجاز ناقلة النفط «ستينا إيمبيرو» التي ترفع علم بريطانيا، لدى عبورها مضيق هرمز في 19 الشهر الجاري.
واستبعدت لندن إجراء عملية تبادل بين السفينتين، واقترحت تشكيل قوة بحرية أوروبية لمواكبة سفن الشحن في مضيق هرمز.
تصريحات كينغ جاءت بعد ساعات على شكوى القبطان الهندي للناقلة الإيرانية «غريس-1» من أن عناصر البحرية الملكية البريطانية صعدوا على متن سفينته وجعلوا أفراد طاقمها يجثون تحت تهديد السلاح.
القبطان الذي رفض كشف اسمه، قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إنه في الساعات الأولى من 4 تموز (يوليو)، تلقى طلباً من الشرطة باللاسلكي للصعود إلى سفينته، وأنزل سلّمه. وأضاف أنه قبل أن يتمكّن أي شخص من صعود السفينة، هبطت مروحية عسكرية على متنها ووصل عناصر من البحرية الملكية.
وتابع: «لم يكترثوا لكوني قبطان السفينة. كان لدينا 28 بحّاراً غير مسلحين. أصبت بصدمة، الجميع كان في حال صدمة». وسأل «كيف تصعد سفينة بهذا الشكل، مع قوات مسلحة وهذه القوة الغاشمة. ولأي سبب»؟
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن «صعود السفينة جرى طبقاً للقوانين والأعراف الدولية».
في الوقت ذاته، أشارت الشرطة في جبل طارق ألي أن الجيش البريطاني تدخل لمساعدتها «واستخدم أقلّ ما يكون من القوة القصوى».
وأكدت حكومة جبل طارق امتلاكها أدلة تناقض رواية القبطان الذي استُجوِب سابقاً. وأضافت أنها ستصدر بياناً أوسع لـ «عرض الأدلة التي تشير في شكل أكثر وضوحاً، إلى كون بانياس وجهة» ناقلة النفط الإيرانية.