بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
أحياناً يلفتك مشهد يخرج عن سياق الأحداث، ويستدعي منك التوقف لحظة للتأمل ، ولكن ما خرج عن السياق يوم الجمعة الماضي كان مجموعة أحداث في يوم واحد بما يوحي وكأن المقاييس تغيّرت في عالم السياسة.
الخبر الاول تحدّث عن وساطة قام بها اللواء عباس ابراهيم مع دمشق لإطلاق مواطن اميركي محتجز لدى النظام السوري منذ ايار الماضي يدعى سام غودوين، نجحت وساطة لبنان والتقى الأميركي أهله في حين لم يستطع لبنان حتى اليوم أن يتوسط لأبنائه المفقودين لدى السوريين وما أكثرهم!.
المشهد الثاني، لن أقول عنه غير مألوف بل هو يستفز المتابع للأحداث، فوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يقول انه مستعد ان يسافر الى طهران من أجل الشعب الإيراني ليقول الحقيقة لشعب إيران بشأن ما فعله حكّامهم بهم يؤذي بلادهم؟!!
… يبدو أن بومبيو مغوار لا يخشى الخطف!.
المشهد الثالث وفِي ذات اليوم ايضاً هو إعلان السلطات السورية بأنها قلقة على مصير التلامذة السوريين في لبنان في وقت كانت الأخبار تنقل ان قوات النظام السوري هجّرت ٤٠٠ ألف شخص من أدلب في الأشهر الثلاثة الأخيرة.. جميل هذا الفيلم: جماعة النظام يهجّرون الناس ويبقى بالهم مشغولاً على أولادهم خارج الحدود؟!..يهدمون بيوتهم في سوريا ويطلبون لهم مدرسة في لبنان!….. وليطمئنوا فلبنان لا يحتاج الى لفت نظر لأنه حسب آخر الأرقام بلغ عدد التلامذة السوريين في مدارسه التي فتحها من أجلهم بدوام بعد الظهر ٢٦٠ ألف تلميذ.
والمشهد الأخير هو لبناني وحصل أيضاً يوم الجمعة الماضي حيث زار النائب نديم الجميل مدينة طرابلس ( الصورة) وجال في الأسواق الداخلية من حارة البرّانية والتبانة وسوق القمح وصولاً الى سقف نهر أبو علي واطلع على الأضرار التي لحقت بالبسطات بسبب الحريق الذي أصابها مؤخراً. وقد استُقبل الجميّل استقبال الفاتحين في الفيحاء وتحلّق حوله شبان من المدينة ورافقوه في جولته..وهذا من أجمل المشاهد الوطنية لذلك يجب أن نحيي الزائر والمستقبلين على السواء.
.. وفي النهاية تستوقفك هذه المشاهد وكأنها تقول لك “قف لحظة” ولتخرجك من عنق زجاجة حادثة قبر شمون ومكبّ الكوستاپراڤا والموازنة العالقة في بعبدا؟!.