بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

إقرأوا معي هذا الخبر الطازج:
«أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية ، أن وفداً إعلامياً من دول عربية، يضم لأول مرة اعلاميين من السعودية والعراق يزور اسرائيل هذا الأسبوع».
وقالت الوزارة: «ان الوفد يضم ستة اعلاميين وسيزور متحف المحرقة «ياد فاشيم»، والكنيست ومواقع مقدسة في مدينة القدس.
ومن المخطط ان يجتمع الوفد الاعلامي مع أعضاء كنيست، ومسؤولين في وزارة الخارجية وشخصيات أكاديمية.
وسيتجول الوفد في الشمال، وسيزور حيفا، الناصرة، وتل ابيب.
وذكرت الوزارة ان زيارة الوفد الإعلامي هي «مبادرة لقسم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتهدف الى اطلاع الصحافيين، الذين جزء منهم من دول ليس لإسرائيل معها علاقات ديبلوماسية، على المواقف الإسرائيلية في القضايا السياسية والجيوسياسية، وأيضا لمنحهم نظرة مباشرة على المجتمع الإسرائيلي وعلى كل أشكاله واطيافه»
انتهى الخبر.
..وإذا فسد الملح فمَن نملّحه، لطالما فرحنا لأن الإعلام بقي نصير القضية الفلسطينية وملحَها في ظلّ هرولة الأنظمة باتجاه إسرائيل، وكنّا نفرح بأن هناك أصواتاً ما زالت تغنّي للقدس وبحر يافا وأجراس العودة .
هؤلاء الإعلاميون العرب الذين يزورون إسرائيل اليوم، هل يدركون أن أكثر من نصف الإعلاميين الأوروبيين يرفضون زيارة إسرائيل رغم الدعوات المكرّرة الموجّهة اليهم.
وهل قرأوا أن امرأة أميركية اسمها راشيل كوري دهستها جرافة عسكرية إسرائيلية في 16 آذار مارس سنة 2003 عند محاولتها إيقاف هذه الجرافة التي كانت تقوم بهدم مباني مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة؟.
وهل يعلم هؤلاء الإعلاميون أن نصف الزعماء العالميين الذين يزورون إسرائيل لا يزورون متحف المحرقة؟.
وهل تنبّه الإعلاميون الى أن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ليسا مدرجين في برنامج زيارتهم؟!.
في الماضي، كان الإعلامي العربي الذي يتعاطى مع إسرائيل، «يطير» من وظيفته ويُحرم من أي تعويض، واليوم «يقبض» هذا الإعلامي من الأنظمة الإنهزامية ليسافر إلى إسرائيل مع كل تكاليف الرحلة والإقامة في بلاد أحفاد بن غوريون.

أين أنتِ يا راشيل كوري، تعالَي وامنحيهم شيئاً من الدم العربي لتستقيم الأقلام بين أناملهم؟!.