بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
في 31 آذار مارس الماضي، التقطت عدسات المصورين صور زعماء عرب استسلموا للنعاس في قمة تونس العربية، الا أن النائمين في تونس هذه المرة كادوا ان يكونون أكثر من الصاحين، مع أن التحديات كبيرة والأزمات تتطلب استنفاراً.
ربّما نومهم له ما يبرّره لأن الخطابات كانت تعيد نفسها، وبيانها الختامي يلوّح
بـ «الثوابت» العربية في مواجهة الإحتلال؟!.
وهل تعلمون بماذا كا يحلم الملوك والرؤساء والأمراء؟.
الأول كان ينتظر على أحرّ من الجمر انتهاء القمّة ليتوجه الى ضفاف بحيرة جنيف حيث مركز نقاهته!
والثاني كان يعد الساعات ليلتقي بابنه في لندن لشراء نادٍ إنكليزي جديد!.
والثالث كان يحلم بلقاء وزيرة خارجية إسرائيل السابقة تسيبي ليفني التي كانت ستزور بلاده بعد أسبوعين!,
والرابع كن يستحضر منظر خيوله السارحة في إحدى مزارع ولاية كولورادو الأميركية.
ولم يذكر أحد في أن عدد من يعانون الجوع في المنطقة العربية ارتفع إلى 50 مليوناً، من 16 مليوناً عام 2004 و 33 مليوناً عام 2014، وذلك بسبب الحروب وعدم الاستقرار والاضطرابات الداخلية في دول المنطقة.
ولم يدرك أحد أن ما ينفقه العرب على الأسلحة كل عام يملأ بطون كل جائعي العالم بعشرة أضعاف.
وغداة انهاء القمة، ذكرت تقارير دولية أن 10 دول عربية استوردت ثلث السلاح في العالم، خلال خمس سنوات (2013-2017)، بزيادة بلغت 80% عن السنوات الخمس السابقة.
وبحسب قائمة نشرها تقرير لـ»معهد استكهولم لأبحاث السلام» (SIPRI) لأكبر 40 دولة مستوردة للسلاح في العالم، جاءت 10 دول عربية ضمن القائمة، وبلغت نسبة وارداتها من الأسلحة 31.9% من إجمالي واردات السلاح في العالم، في الفترة من عام 2013 حتى عام 2017.
خمس فقط من هذه الدول، استوردت أكثر من ربع السلاح في العالم بنسبة 26%، وهي بالترتيب السعودية، ومصر، والإمارات، والجزائر، والعراق.
وبين أحلام زعماء قمة تونس وبين أرقام شراء الأسلحة ، طارت فلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا وما زلنا نقول :» نحن 22 دولة عربية .. وثورتنا مستمرّة حتى النصر»؟!.