بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

ليست المرّة الأولى التي يتمّ فيها توقيف شخص مسافر أو عائد من الخارج في مطار بيروت الدولي بسبب تخلّفه عن تسديد غرامة (ضبط) وهو لا يعلم به.

وليس الأمر متعلّقاً بالتوقيف وحسب بل بالطريقة المهينة والمذلّة، إذ ينقضّ عليه رجال الأمن وكأنهم عثروا على طريدة «حرزانة» ويضعون (الكلبشات) في يديه ويقيِّدونه ويسوقونه (بالتدفيش) الى حيث يوقفونه، ومَن يرى هذا المشهد من الواصلين والمغادرين في المطار يعتقدون ان الموقوف هو احد أعضاء الجيش الأحمر الياباني او (الخمير الحمر) في كمبوديا أو أحد أصدقاء بارون المخدرات بابلو أسكوبار..

 فعلاً إنها إهانة  ما بعدها إهانة . في بلاد نقل فيها وزير السياحة  أفيديس كيدانيان مكتبه الى المطار ليشرف شخصياً على الموسم السياحي وليتأكد من حسن استقبال السياح.

وفِي بلد يكثر فيه (الطفّار) الهاربون من العدالة والمتاجرون بالمخدرات والعصيّون على الدولة والذين يزيد عددهم على الثلاثين ألفاً حسب الأرقام الرسمية اللبنانية ويسرحون ويمرحون ويستعملون عشرين معبراً غير شرعي للتهريب هم وسواهم وهذا أيضاً حسب المعلومات الرسمية ويعيشون حتى اليوم في محميات لا يدخلها الجيش اللبناني  . نرى مشهداً في المطار يشبه أفلام الكرتون .

وبين مملكة الطفّار في البقاع   وبين موقوفي المطار المتخلّفين عن دفع ضبط لم يُبلّغوا به، تستقيم العدالة ويسلم العدل ويتشجّع اللبنانيون ويسارعون في العودة الى بلادهم!.

مشهد المطار نقلته الشاشات يوم الخميس الماضي ، ولكن سبقته عشرات المشاهد المماثلة في الأشهر الأخيرة.

حتى أن الوزيرة المعنية بالأمن ريّا الحسن استهجنت ما حصل في المطار وقالت : «حجز حرية الفرد هو ومسافر أو إذا كان راجع من السفر لأنو مش دافع ضبط سير مش مبلّغ عنه شغلة ما بتدخل براس عاقل. فشكرا لسعادة النواب لتعديل القانون ووضع حد لهل الوضع الشاذ».

…وشكراً أيضاً للوزيرة رَيا الحسن.