بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
يوم انتشر شريط فيديو يوم الأحد الماضي عن خلاف ابنة النائب نوّاف الموسوي غدير وطليقها وتوجّههما الى مخفر الدامور ثم لحاق النائب الموسوي بهما ومعه بعض المسلّحين، ظنّ البعض أننا سنغمض عين الإنسانية ونفتح عين السياسة، مستغلين هذه الحادثة للنيل من النائب الموسوي بسبب اطلاق النار باتجاه المخفر. فهذا التصرّف مدان بعين السياسة والقانون.
أمّا العين الإنسانية فتجعلنا نقول وبالفم الملآن أن نواف الموسوي هو أب قبل أن يكون نائباً . والرؤساء والوزراء والنواب وكل أصحاب الأعمال هم آباء قبل أن يكونوا أي شيء آخر.
وللمعلومات فقط وللذين لا يتابعون الأخبار عبر الصحف وعبر الشاشات في السنوات الأخيرة، نلفتهم الى أن التظاهرات النسائية لم تتوقّف منذ فترة: أولاّ لحماية المرأة من العنف العائلي، وثانيا لمنح أبنائها الجنسية اللبنانية ،وثالثاً وهو الأهم حقّ المرأة في رعاية أبنائها علماً السبب الثالث هو الذي يسبّب معظم المشاكل الاجتماعية وشبه اليومية في لبنان.
ونحن كمتابعين، نقرأ كلّ أسبوع تقريباً عن حادثة إطلاق نار أو عملية قتل أو تعنيف سببها الخلاف بين الطليقين على رعاية الأطفال.
وبرامج غادة عيد وجو معلوف وطوني خليفة وغيرها تزخر بهذه الحالات.
ولولا حصول الحادثة مع ابنة النائب نوّاف الموسوي الذي أسرع للدفاع عن ابنته لما كان الناس شعروا أن هناك مشكلة مزمنة في لبنان لم تلتفت اليها الدولة حتى اليوم كما يجب.
وإذا كان المسؤولون مختلفين حول حدود العنف العائلي، وإذا كانوا منقسمين حول منح الجنسية لأبناء الأم اللبنانية، فلا يجب أن يختلفوا على موضوع رعاية الأطفال الذي يتسبب بسقوط ضحايا بصورة شبه أسبوعية في لبنان خاصةً أن عدد المتطلٌّقين يشكل نسبة كبيرة من الشعب اللبناني.
قصة النائب نوّاف الموسوي تلحّ على الدولة للإسراع في وضع حدّ للإتهامات المتبادلة وأخذ الحقّ باليد بين المتطلقين.
واذا كنا لا نقف مع النائب نوّاف الموسوي في نهجه السياسي ، فإننا معه كأب يمتلك شعور الأبوة ويحرص على رعاية أفراد عائلته.
وإذا نظرنا الى ردود الفعل على الحادثة ، نرى بيانات كل المؤسسات والمنظمات الإجتماعية وكأنها تقول:«متى عُرف السبب يزول العجب».. والسبب هو غياب القانون الواضح.