بقلم / هاني الترك OAM
ان جرائم القتل بحجة تحصيل الشرف وحشية بربرية يجب مكافحتها بكل قوة.. وآثار طرحها في استراليا ذكريات عصفت بخيالي منذ الطفولة . واذكر انه عام 1956 حين وقع العدوان الثلاثي على مصر دخلت القوات الدولية غزة.. قام احد الجنود الدوليين لحفظ السلام بالاعتداء على فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 14 عاماً فحملت منه .. قام والدها وشقيقها باصطحابها الى هضبة عالية واطلقا النار عليها وفارقت الحياة.
كان عمري آنذاك 11 عاماً ولم اكن ادرك ما هي جرائم الشرف .. وكنت اظن ان ذلك هو تقليد طبيعي.. ولكن عندما اشتدّ عودي اخذت افكر :
«ما ذنب هذه الفتاة البريئة؟
ان المجرم الحقير هو الجندي الذي لم يُعاقب وحزنت جداً لهذه الجريمة.. لقد تصرّف والد وشقيق الفتاة من منطلق التقليد الثقافي تخوفاً من الفضيحة.. وهما مخطئان.. فقد ارتكبا جريمة شنعاء في حق الفتاة البريئة.. مثلما ارتكب الجندي الدولي الجريمة البغضاء في حقها.. لذلك امقت جرائم الشرف منذ الطفولة.. واتعاطف مع المرأة حتى اذا ارتكبت الفحشاء بغير قصد.
ان جرائم الشرف منتشرة في معظم الدول العربية .. وقد قرأت ان الاردن قد اصدر تشريعاً بجعل جريمة الشرف جريمة قتل يحاكم عليها القاتل ولا يُسمح له بالبراءة.. ولكن يتوقف على القاضي معرفة الأدلة بأن المرأة قد جنت.. فإذا ارتكب الرجل المجرم جريمة في حق امرأة لأي سبب كان يجب ان يخضع للقانون كأي جريمة قتل اخرى .. بل ان البعض قبل اصدار التشريع في الاردن كان يرتكب جريمة القتل في حق امرأة لأسباب اخرى غير الزنى ولا يقع تحت طائلة القانون.
ففي المجتمع المتأخر يحق الرجل ان يرتكب الفحشاء مع امرأة غير زوجته.. وينظر له المجتمع كأنه ارتكب خطأ وكأنها غلطة وقعت كأي شيء عادي.. فالمجتمع يسمح للرجل لنفسه ما يحرمه على زوجته لأنه مساق بنزوته الجنسية.
فالحق ان المرأة تسلّم نفسها لرجل تحبه ويحبها.. وليس بدافع النزوة الجنسية كما هو الحال عند الرجل.. ومن دوافع الحب.. فإن المجتمع العربي يجرّم المرأة اذا وقعت في شباك حبّ متبادل.. وهو الطريق الى جسدها في حين ان الرجل يرتكب الخطيئة الجنسية فحسب بدون دافع الحب.
ومن هنا فإن الطلاق هو الأفضل اذا وقع الحب المتبادل وليس ارتكاب الخطيئة الجنسية.
يجب التأكيد ان الزواج الموفق المتكافئ يجب ان يقوم على الحب المتبادل ومن الأرجح ان لا يرتكب الزوج او الزوجة الخطيئة الجسدية .
في واقعة في استراليا قرأت عنها ان الزوجة جينا حينما كان زوجها ماتيو مشغولاً عنها طيلة الوقت بالعمل خارج المنزل .. كانت تجري علاقات غرامية جنسية مع رجال على الانترنيت.
ذات مرة اتصل بها رجل ووعدته ان تلقاه في الفندق لممارسة الجنس.. وعند التلاقي.. كانت المفاجأة ان الرجل هو زوجها.. ولم يخبرها انه زوجها على الانترنيت حتى يتأكد من خيانتها له.
اعترف كل منها بالزواج الفاشل لانشغال ماتيو بعمله طيلة الوقت وعدم اهتمامه بزوجته جينا .. وعرفت جينا بخطئها.. فذهبا الى مستشار الزواج لإصلاح زواجهما.. هكذا يتعامل الغرب – عموماً – مع انتهاك الشرف.
ولنذكر في الكتاب المقدس ما قاله يسوع المسيح عندما امسك بزانية وهي ترتكب الفحشاء :
«مَن منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر».. فذهب كل شخص من الحشد الى سبيله.
وقال يسوع للمرأة:
«اذهبي ولا تخطئي ثانية».