بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

تفتح جهاز التلفزيون، تقلّب الشاشات : نوّاب على مدّ العين والنظر، ولا تكاد تخرج من حادثة قبر شمون حتى تعلق في إشكالية كلمة طرابلس التي القاها الوزير باسيل مستحضراً معه كاميرات الأيام السوداء وكأنها هي الحجر الأساس في ورشة إنماء طرابلس: على الشاشة الأولى نائب من التيار الوطني يغرّداً وحيداً ، وعلى الثانية نائب آخر من التيار يناظره نائب من الاشتراكي وعلى الثالثة نائب عوني أيضاً يقابله نائب قواتي..ومن لم يستطع الإطلالة على احدى الشاشات من نواب التيار ينشطَ على التويتر او يطلع على أثير احدى الإذاعات في حالة استنفار تشبه التدبير رقم 3 عدا استنفار  الجيش الذي واكب الوزير باسيل في رحلته الشمالية بأعداد فاقت الذين شاركوا بمعركة نهر البارد .

البطريرك الراعي طالب في عظة الأحد باعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرق، يسير الى الامام ولا يعود الى الوراء، يبني ولا يهدم، يتعاون ولا يقصي، ولا يردد كلمات وشعارات من دون مضمون سوى التأجيج.

جريدة الأنباء الكويتية رأت  أن الفرز السياسي في البلد يكاد يصبح ليس على أساس مَن مع 8 و14 آذار، بل مَن مع باسيل ومن ضده.

وقالت صحيفة القبس: «هل يليق برئيس أكبر كتلة نيابية ان يطلّ على طرابلس من شباك السبت بدل بوابة الأحد وكأنه يسرق زيارته سرقة ليلتقي بمئتي شخص في مدينة الثلث مليون نسمة؟!.

 أما تلفزيون «المستقبل» فحمل على باسيل قائلاً :  ان اللبنانيين يسبحون على «موجات الردح والقدح والسجال السياسي التي تطرق آذان اللبنانيين و العصفورية السياسيةً اللبنانية في اسوأ تجلياتها. إن استحضار خطاب الإنقسام والعصبيات وفرز المكونات اللبنانية بين مكون آدمي وبين مكون أزعر، يستحق وسام الجنون السياسي عن جدارة واستحقاق».

وقالت صحيفة الحياة: «ان الناس في واد وبعض القيادات السياسية في واد آخر، والكلام العالي الذي يصم الآذان، يحجب عن اللبنانيين صوت العقل والحكمة، لتحل مكانه ابواق الاحتقان وتأليب النفوس على تعميم الكراهية».

أما صحيفة الشرق الاوسط فقالت»: لماذا يحاصر جبران نفسه وهل انعدم وجود الناصحين في التيار الوطني الحرّ لينصحوا رئيسهم بالتروّي قليلاً أم أنهم لا يجرؤون!؟.

ورداً على هؤلاء جميعاً غرّد عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سليم عون في صفحته عبر «تويتر»: «جبران باسيل رئيس حزب من أكبر الأحزاب في لبنان وأوسعهم إنتشارا، رئيس أكبر تكتل نيابي يضم 29 نائبا ورئيس أكبر تكتل وزاري يضم 11 وزيرا، فمن يريد أن يتناوله عليه أولا أن يضع نفسه على الميزان مقابل معايير الأحجام، كي يعرف حجمه التمثيلي الحقيقي، وليكن كلامه على قدر حجمه. هزلت».

..فعلاً هزلت ، وعلى كل لبناني أن يشتري ميزاناً  و «مازورة» لأن الردود صارت بالكيلو وبقياس الخصر.