كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

علّمونا على مقاعد الدراسة أن «القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ»، بمعنى آخر أن بغداد هي أكبر مدينة عربية  يتواجد فيها قرّاء..

الأسبوع الماضي نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية تحقيقاً تضمّن لقاءات مع ثمانية من شعراء الصف الأول في العراق  الذين قالوا أنهم انصرفوا الى كتابة نصوصهم على صفحات الفايسبوك وأن أهم شاعر عراقي لا يطبع أكثر من 500 نسخة من مجموعته الشعرية، وإذا صدرت مجموعته عن دار الشؤون الثقافية (الدار الحكومية للنشر) التي لا تطبع أكثر من 500 نسخة ، فإنه سيأخذ منها 50 نسخة هدية من الدار فيما تبقى 450 نسخة تحت رحمة الغبار في مخازن الدار… ففي بلد يوصف بأنه بلد القراءة الأول عربيا لا توزع أكثر من 500 نسخة… وهذا يعني أنه لا قراء للشعر في أي محافظة عراقية، وإلا فماذا يعني أن تبيع 100 نسخة من كتابك في بلد يقطنه أكثر من 35 مليون إنسان؟

هذا من ناحية الشعر، أما من ناحية الصحافة فاقرأوا هذا الخبر الآتي من السعودية أكثر الدول العربية إنفاقاّ على الإعلام

«وجهت شركة «وطنية للتوزيع» في السعودية خطابا إلى مسؤولي المؤسسات الصحافية، تخبرهم فيه بإيقاف توزيع الصحف الورقية في بعض مناطق المملكة ومحافظاتها، من بينها العاصمة الرياض وجدة وأبها والقصيم وعرعر والجوف وحفر الباطن بدءاً من يوليو تموز  الجاري.

وأوضحت الشركة في خطابها «أن التوزيع سيُوقف في بعض المناطق، بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الإيرادات، وعدم تحمُّل المؤسسات الصحفية لتكاليف تشغيل هذه الفروع انخفاض عدد القراء والمشتركين في نقاط البيع، بالإضافة إلى انخفاض اشتراكات القطاعات الحكومية والأفراد، مؤكداً «استحالة استمرار عملية التوزيع في تلك المناطق».

توقفت القراءة في المدينة الأكثر قراءة.. وتوقفت الصحف في الدولة الأكثر دعماً للإعلام؟!.

فلماذا مدارس العرب إذن، وأين سيعمل خريجو كليات الإعلام..ولماذا انزعجنا من موشي دايان عندما قال: «إن العرب لن ينتصروا ما داموا لا يقرأون»؟!.

عليكم أن تدعوا بالخير لمخترع الفايسبوك مارك زوكربيرغ الذي «يفقّص» كل يوم عبر جهازه الجديد نحو مليون شاعر؟!.