هذا هو الفيلم الثاني الذي أشاهده للمخرج السوداني الدكتور وجدي كامل المهموم بالسينما التي وئدت في السودان ، بعد المحاولات المبكرة للرواد جاد الله جبارة والرشيد مهدي -صاحب استديو الرشيد بعطبرة – الذي أنتج أول فيلم سوداني عام1970م»امال وأحلام»، وأنور هاشم الذي أنتج وأخرج فيلم»شروق»عام 1973م، إضافة لإجتهادات مقدرة من المصور الشاب طلال عفيفي واخرين لإحياء السينما السودانية.
-الفيلم الأول الذي شاهدته للمخرج الدكتور وجدي كامل «بروق الحنين» حاول فيه تجسيد أحاسيس ومشاعر بعض أبناء وبنات دولة جنوب السودان، بعد الإنفصال»الإستقلال»، خاصة أولئك الذين يرتبطون وجدانياً وأسرياً بأهلهم من الشمال.
-هذا الفيلم الذي شاهدته في اليو تيوبU tube «جراح الحرية» يوثق عبر مشاهد موجعة جانباً من المجزرة البشرية التي حدثت إبان إضراب عمال المناجم في ماريكانا بجنوب أفريقيا عام 2012م، بعد أن خرجوا في مظاهرة إحتجاجية مطالبين بتحسين أوضاعهم ورواتبهم، تصدت لهم الشرطة وأطلقت عليهم الرصاص الذي تسبب في قتل 34 من المتظاهرين وجرح اخرين.
-قدم الفيلم إلى جانب بعض المشاهد الموجعة عن المجزرة البشرية، شهادات مختلفة من بينها شهادة رجل شرطة شارك في التصدي للمتظاهرين، دافع فيها عن الشرطة، لكن الشهادات الأخرى أدانت هذا العنف تجاه المتظاهرين، خاصة من أقارب القتلى الذين لم يتمالكوا أنفسهم من البكاء وهم بتحدثون عن فقداهم.
-وصف بعض الشهود ما حدث بأنه أكبر عملية عنف منذ إنتهاء حكم الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وقالوا أنها شكلت صدمة للرأي العام المحلي والعالمي، وتطرق بعضهم لبعض حالات الفساد وإسغلال النفوذ و»اللبرالية البشعة» التي يمارسها بعض «السود» أنفسهم تجاه بني جلدتهم.
– تم تشكيل لجنة تحقيق في هذه الجرائم، لكنها غرقت في إفادات شهود العيان والأقربين، وكا جاء في إفادات البعض : ظلت تجتمع وتنفض، دون أن تخرج للرأي العام بنتائج التحقيق.
-الفيلم يجسد شهادة حية تؤكد أن الحرية وحدها لاتكفي للإحساس بالإستقلال الوطني، وإنما لابد أن تستمكل الحرية السياسية بالعدالة الإقتصادية والإجتماعية، ومعالجة مثل هذه المظالم التي تمثل قنابل إجتماعية وأمنية جاهزة للإنفجار في أي وقت، بعيداً عن العنف.
– التحية للمخرج السوداني الشاعر والتشكيلي الدكتور وجدي كامل الذي ما زال يحمل هم السينما ويحاول إيصال رسالته، ويقول كلمته،عبر مختلف الوسائط المتاحة.