By Hani Elturk OAM
الوسيطة الروحانية الأميركية كورنونادو المعروفة عالمياً قالت انها تعتقد ان الطفل المفقود وليام تيريل لا يزال على قيد الحياة .. بعد ان صورته في ذاكرتها يتناول الغداء في مدرسة في ولاية غرب استراليا.. وكورنونادو معروفة جيداً لمشاهدي التلفزيون في الولايات المتحدة .. وقد اشتهرت في التسعينات من القرن الماضي .. بعد ان حلمت بمكان المرأة المفقودة في كاليفورنيا.. واعلمت المخبرين في الولايات المتحدة عن مكانها الى ان عثروا عليها.
وتقول كورنونادو ان اي معلومات لديها عن وليام سوف تساعد الشرطة الاسترالية .. وكان طلبتها الاستراليون قد طلبوا منها اثناء محاضرة لها ان تنظر في حالة وليام .. وكورنونادو لم تزر استراليا من قبل .. ولكن تخيلت ساحة المدرسة وفيها وليام وتعتقد انه في غرب استراليا: كان طلبتها شديدو الفضول لمعرفة مصير وليام .. حتى انها خصصت جلسة لهم للبحث عن وليام وفوراً تراءى في مخيلتها وهو يأكل سندويش في المدرسة وهو يزال على قيد الحياة وليس ميتاً.
يقول المؤلف سام ديرتيد في مقالة له في صحيفة الصن هيرالد انه بعد ان التقى مع امرأة أُعجب بها واصبحت صديقة له .. وتطورت الصداقة الى عشق وهيام واصبحت حبيبته التي يرغب الزواج منها.
كانت المرأة تحبه وتخشى ان يضيع حبيبها من يدها .. فذهبت لاستشارة بصّارة مختصة بقراءة الطالع.. فقالت لها البصّارة ان حبيبها لن يعود لها ولن يحقق وعده بالزواج منها.. ولكن ما حدث هو عكس ذلك.. فقد تزوج سام من حبيبته وانجبا اطفالاً ولا يزالان يعيشان في عش الزوجية.
ويقول سام ان المبصرين يتلقون مبالغ ضخمة لقراءة الطالع .. فقد يؤثر قراءة الطالع على حياة الناس ويؤذيهم نفسياً واجتماعياً.. ولا يؤمن سام بالتبصير او بالابراج.. ولكن يثق بمناهج البحث العلمي .. ويقول التبصير مجرّد خزعبلات وتضليل وخداع وابتزاز الأموال من الناس البسطاء الذين يعتقدون به وما اكثرهم في المجتمع .. وماذا بالنسبة للجالية :
في الجالية العربية تنتشر ظاهرة الاعتقاد بالتبصير عن طريق فتح الفنجان .. ومعرفة الغيب.. او جمع الأرقام .. مثل رقم المنزل.. وتاريخ الميلاد.. او قراءة الابراج ورقم الحظ السعيد.
ولكن كل الذين يؤمنون بها ويمارسونها في الجالية غير موهوبين ..وهي مجرّد شعوذة ودجل وضحك على اللحى.. لمجرّد جمع المال الحرام.. والجزء الساحق من الجالية يعتقدون بأن التبصير وقراءة الطالع صحيحة وقراءة الفنجان مع انها خزعبلات فارغة وتسلية.
سوف اقص عليكم حكاية وقعت معي شخصياً:
كنت منذ عدة سنوات اترجم الأخبار لإذاعة في سيدني .. طلب مني المذيع ان اترجم الابراج يومياً.. وكنت افعل رغم انني لا اعتقد بها.. ارسلها عبر الفاكس .. وكنت اعلم تاريخ ميلاد ذلك المذيع والبرج الذي يقع فيه ميلاده.. وفي عدة مرات متفرقة كنت اكتب له من خلال ترجمتي للأبراج انه سينال حظاً سعيداً في ذلك اليوم .. ويربح المال فيقوم بشراء اللوتو او اوراق اليانصيب.. ذات يوم كتبت له في ترجمتي للأبراج ان مواليد برجه سوف يربحون مالاً طائلاً وموقع الكواكب والنجوم يؤكد ذلك .. اخذ المذيع يقرأ برجه على الهواء .. فتعجب من البشارة بربح المال الوفير التي كتبتها عن مواليد برجه.. فقال على الهواء مباشرة وبعفوية وغضب :
«الله يخرب بيت الفلكي الذي خرب بيتي..» فقد نسي نفسه انه على الهواء مباشرة وعرفت انه في كل مرة يقول له طالعه في البرج انه سيربح المال او انه يصادف حظاً سعيداً.. كان يذهب لشراء اللوتو واوراق اليانصيب بمبلغ كبير.. فلم يحالفه الحظ.. ان المبصرين في الجالية يستغلون سذاجة الناس ويقتنصون المال من خلال الشعوذة والدجل.. ولو كان التبصير صحيحاً لكان اشترى المبصرون انفسهم اللوتو .. ولكنهم يستغلون بساطة الناس.
والواقع ان نادراً ما يوجد وسطاء روحانيون ومبصرون موهوبون ومع ذلك لا يصيبون بتبصيرهم سوى مرات قليلة.. وهم معروفون عالمياً مثل الوسيطة الروحانية سيلفيا براون وفام كورنونادو وجون ادوارد.. لأنهم موهوبون كوسطاء روحانيين ومبصرين.
فنحن في عصر علم والمنهج العلمي والأدلة التجريبية.. حتى ان الميتافيزيقا القديمة وهي المتفرعة من الفلسفة التي تبحث في حقائق العالم وظواهر ما بعد الطبيعة اصبحت اليوم في عصر العلم تقوم على فلسفة العلم.. لأن منهجها في الماضي كان على التصوّر والخيال والتأمل .. والأن اصبح يقوم منهجها على البحث التجريبي.
بل ان طالب الثانوية العامة يعلم من النواحي العلمية كثيراً اكثر من المبصرين الذين يقومون بالتبصير في قراءة الكف والكريستال وباقي انواع التبصير.
فإن كلها اكاذيب واباطيل وضحك على اللحى وتسالي وليست حقيقية ..وقال السيد المسيح اكثر من الفي عام” ان مصير السحرة والمشعوذين وبحيرة الكبريت والنار مع الشيطان.
وقال النبي محمد « كذب المنجمون ولو صدقوا» .. وفي حديث نبوي آخر :»من اتى عرافاً وصدقه فقد كفر بما انزل على محمد».