بقلم/رئيس التحرير
أنطوان القزي
غادرت وزيرة الدفاع الفرنسية بيروت فلورانس بارلي مذهولة!. هي التي جاءت الى لبنان حاملة سلّة مساعدات للجيش اللبناني، وكل الذين التقوها اختصروا وقت اللقاء بداعي الإنصراف الى معالجة أحداث الجبل، حاى وزير الدفاع تأخر على موعده معها في اليرزة وجلس معها بضع دقائق، فهو مرهق وعائد لتوّه من حرب داحس والغرباء في شملان التي استدعى اليها لواء كاملاً من الجيش لإخراج الوزير باسيل من البلدة سالماً.
في طريق عودتها الى قصر الصنوبر حيث السفارة الفرنسية وكان يرافقها في جولاتها السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي سألته:
«معقول ان يتقدّم لبنان بطلب أسلحة وجيشه مشغول في أحداث ليس سببها ميليشيات او ارهابيين بل خطاب سياسي ومناكفات بين وزراء»!. التفت اليها فوشيه مبسماً بدون أية كلمة. فبادرته :
«لماذا لا تجيب»؟.
أجابها السفير:» هذا الوطن الذي يتعامل معه العالم كدولة ليس سوى مجموعة من الكانتونات والدكاكين السياسية بين الزعماء والطائفية بين زعماء آخرين والمحاصصة والصفقات والهدر» .وأضاف: «ألا ترين بلادهم مديونة بأكثر من 100 مليار دولار ويمدّون أيديهم في كل اتجاه ليحصلوا على المال وفي ذات الوقت ترينهم متفقين على أمور كثيرة في الفساد، متفقين على طحن الجبال عبر الكسارات ، على إدخال الأمراض عبر تلال النقايات وعلى التباهي بالأحجام والأزلام.. والأكثر أهمية عندهم ان الضيف يجب ان يمر على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة بصرف النظر عن نتائج الزيارة، وها أنتِ مثلاً تأتين اليوم بمساعدات ووعود ورغم ذلك كنتِ وكأنك تسرقين الوقت منهم وتلاحقينهم وكأنكِ انتِ التي تحتاجين اليهم، فلا تنزعجي يا معالي الوزيرة، لأن وطن الكانتونات هذا لا يعيش بغير ذلك ومن شبّ على عادة شاب عليها» .
بعد دقائق تحركّت المروحية التي تقلّ الوزيرة بارلي الى الجنوب لتلتقي القوّة الفرنسية في اليونيفل ولتشعر هناك ان لبنان هو واحد فقط في حدوده مع إسرائيل ، أما في الداخل فمن يستطيع إغلاق الدكاكين؟!.