بقلم/سميرة سلامة
لبيت دعوة مع الاستاذ هاني الترك OAM وزوجته اليزابيت والمستشارة في دائرة الخدمات المجتمعية ميرنا عبد الحميد الشعار.. وشاركت انا العاشقة للطرب والغناء والموسيقى العربية متعة عرض حيّ للموسيقى العربية الأصيلة في المركز الاسترالي العربي للموسيقى في سيدني.. في اجمل ليلة من ليالي العمر.. ساهرة .. ساحرة.. حلقنا فيها في سماء الإلهام الأزلي لفن الموسيقى.
اولى وصلات الحفل كانت معزوفة لفريق الاوركسترا المتكامل والمؤلف من مواهب شابة من الفنانين المحترفين .. بقيادة المايسترو عماد رحمة.. ودهشت للرصانة الموسيقية للعزف في الفريق.
قدمت الحفل الاعلامية المحبوبة نبيهة حدّارة، الفنان السوري صاحب الصوت الجبلي القوي رعد الحدّاد وغنى للعملاق مطرب القدود الحلبية صباح فخري .
والوصلة الثانية في العرض غرّدت بصوتها الجميل دلال لويس اغاني عراقية جميلة.
وغنّت في الوصلة الثانية المتألقة دائماً والتي يعود لها الفضل في تأسيس المركز والشهيرة بين الجالية احسان حدّارة .. شذت الأغاني من حسّها المرهف واتحفتنا بأغاني وردة الجزائرية.
وجاء دور العظمة من الفن العربي الأصيل يطربنا بمحاسن الأنغام بصوته الدافئ الحنون .. ايقظنا من سباتنا العميق المطرب اللبناني محمد الشريف.. وهو يردّد اغاني مطرب الهوى والشباب عبد الحليم حافظ مثل «كامل الأوصاف فتني والعيون السود خدوني».. وطلب الاستاذ هاني من المطرب الشريف اغنية طربية مستوحاة من المناسبة والتراث العربي .. ولغرائب الصدف تجلّى بأغنية العملاق فريد الاطرش «حبيناك حبينا» . فسلب فيها آداؤه لبّ الحضور.
وكانت ختام المسك بالوصلة الاخيرة بصوتها العذب الحنون الذي فتن المسامع .. المطربة سهى غريب .. غنت من لحن الموسيقار الفذ بليغ حمدي اغنية للهرم الرابع ام كلثوم «الف ليلة وليلة» .
وبالفعل كانت اجمل ليلة من ليالي العمر.
وبعد انتهاء الحفل ذكر الاستاذ هاني الحادثة الآتية والعبرة من وحي الموسيقى:
كان الموسيقي الإيطالي شيروبيني مدير المعهد الموسيقى ميلانو في ايطاليا .. وذات يوم .. جاء القائد العسكري نابوليون بونابرت الى المركز الذي كان يقود حملته العسكرية الاولى في ايطاليا.. وكان معجباً بموسيقى مؤلفين اقّل شأناً من الموسيقار الكبير شيروبيني .. فوصف نابوليون بونابرت موسيقى شيروبيني بشديدة الجفاء ولم تعجبه.. فقال له شيروبيني : «يا سيدي القائد انت على تفاهم تام مع موسيقى المدافع والحرب .. ولكنك لا تفقه شيئاً في الموسيقى».
قلت للأصدقاء : «هذا هو وضعنا نحن العرب تمزقنا الخلافات ونشن الحروب على بعضنا البعض وتدمرنا ويلاتنا وتسحقنا .. في حين ان الفن يوحّدنا.. وهو دواء للداء».
ان المركز الاسترالي العربي للموسيقى مفتوحة ابوابه لأبناء الجالية.
فإنني احث القارئ الشغوف حضور عرض فني من الاعمال الموسيقية المتنوعة للمركز .. لتعيش خيالاً آخر وعالماً آخر .. فإن المركز فكرة جديدة ومتعة للموسيقى العربية تجمع الأذواق العربية.. والدعوة الشهرية عامة وللاستعلامات يمكن الاتصال بـ احسان حداره 0400110230
—