بقلم رئيس التحرير /انطوان القزي
تعوّدنا في العالم العربي على أصوات نسائية تغرّد منفردة، بعضهن لا يلقين اهتماماً والبعض الآخر يُحارَبن لمجرّد انهنّ نساء. من النائبة الأردنية توجان الفيصل التي دخلت السجن بسبب شتم بعض السياسيين ثم خرجت بعفو ملكي لتُمنع من الترشّح للإنتخابات ، الى النائبة الفلسطينية خالدة جرّار التي اعتقلتها اسرائيل سنة 2017 بزعم انها تتعامل مع منظمة محظورة ليطلق سراحها مطلع هذا العام بعد عشرين شهراً من الإعتقال.
يوم الجمعة الماضي انتخب العمال في نيوساوث ويلز نائبة ستراثفيلد جودي ماكاي زعيمة للمعارضة العمالية في الولاية لتواجه رئيسة الحكومة ذات الشعبية المرتفعة غلاديس بريجيكليان، ويرى المراقبون ان وجود امرأتين تترأسان الحكومة والمعارضة سيعطي العمل البرلماني نكهة جديدة في المبارزة السياسية في الولاية بصرف النظر عن المشاريع والأفكار.
وتجد جودي ماكاي تحدياً في جعل خطابها السياسي اكثر تواضعاً يلامس مشاعر الناس وهذا ما تتمتع به بريجيكليان .
وزعيمة المعارضة الجديدة التي كانت سابقاً نائبة في نيو كاسيل أتى بها العمال سنة 2015 وزرعوها في ستراثفيلد قريباً من مركز القرار وربما من زعامة العمال متى خلت الساحة وهذا ما حصل.
وجودي ماكاي إعلامية سابقة تجيد فن التخاطب وعليها اليوم ان تعيد العمال الى السكة بعدما غابوا كثيراً عن رئاسة حكومة الولاية.
بين غلاديس بريجيكليان وجودي ماكاي سنرى غباراً كثيراً في ساحة المعركة على أمل ان ينجلي عن إنجازات للولاية التي تحتاج الى إصلاحات كثيرة.
لم يعد السؤال كما في الماضي الى أي جناح تنتمي الزعيمة الجديدة: يسار العمال أم يمينه؟، لأن العمال في الولاية كما في الحالة الفيدرالية يحتاجون الى حصان رابح حتى ولو كان من اليسار فهو مستعد ان يحلّق بجناحين يمينيين كما حصل مع زعيم المعارضة الفيدرالية اليساري انطوني البانيزي الذي أحاط نفسه بصقرين يمينيين هما نائب زعيم المعارضة ريتشارد مارلز من فيكتوريا وجيم شارلمز وزير الخزانة من كوينزلاند.
.. فهل ترفع غلاديس بريجيكليان وجودي ماكاي مستوى الأداء السياسي على صعيد الإنتاجية في الولاية؟ خاصة وان المرأة في استراليا تتمتع بحضور معنوي وازن في كل المجالات .
الولاية اليوم بين أيدي النساء، وليس لنا إِلَّا ان نأمل خيراً .