أمس الأحد فتح الرئيس الأميركي صفحة من التاريخ مع «صديقه» الكوري الشمالي عندما خطا بعض سنتيمترات داخل الأراضي الكورية الشمالية بعد خصومة تاريخية بدأت مع نزاعٍ دامٍ بين عامي 1950 و1953، انتهى بهدنة لم تتكلل بمعاهدة سلام أبداً.
وأمس الأحد كان لبنان يخطو خطوة الى الوراء ليرفع الستارة مجدّداّ على مشهد مقلق اعتقد كثيرون أن مصالحة الجبل دفنته الى غير رجعة.. لكن وللأسف كل الذين يتغنّون بهذه المصالحة جعلوها “”ردّية” فولكلورية في حين أن أيديهم جميعاً على الزناد.

أنا كمواطن لبناني عانى صنوف التهجير وبأرقام قياسية لن أسمح ولن أغفر لأي كان أن يمزّق الثوب الذي خيّطه لنا البطريرك صفير في 5 آب سنة 2001 وأن يمحو مشهد غبطته وهو يدفن بيديه الأيام السوداء .

فلماذا نعتب إذن إذا اتهمَنا الآخرون بالعنصرية ونحن نمارسها بحق بعضنا بقساوة ولؤم ما بعده لؤم..

لم يحصل أن أشعل وزير في السلطة ورئيس كتلة نيابة الشارع بسبب خطابه الناري اليومي.. وكذلك لم يحصل أن مُنع سياسي بهذا الحجم من دخول منطقة لبنانية بواسطة مواطنين تابعين لزعيم آخر..

ربما يقول كثيرون: “هذا الخطاب يستوجب هكذا تحرّك”. والذي يدقّ الباب يسمع الجواب!.

فهل عانينا ثلاثين سنة من الحروب لنصل الى هذه المعادلة؟.

..ونحن نرى اللبنانيين “يتدعوسون” في كازاخستان وينامون على العتمة في ثلاثة أرباع لبنان ويضعون الكمامات في المحافظات السبع خوفاً من الروائح والأوبئة والأمراَض، نأسف أن يسقط الضحايا اليوم ليس لأسباب وجيهة بل بسبب تنازع البقاء بين الزعماء وحرب التحجيم هنا والتكبير هناك، ناقلين الجبل من صفحة الحرب المذهبية الى صفحة حرب الأنانيات، واضعين الصفحة البيضاء في سلّة النسيان، وهذا إجرام ما بعده إجرام.

كلّهم مرتكبون والذي يغتال مصالحة الجبل يغتال لبنان، فهل يدركون ماذا يفعلون؟!.

ولماذا يحاصرون اللبنانيين بالضغائن بعدما حاصروهم بالفقر والجوع وقطع الطرقات ؟!.