لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً بخيار القوة، بعد يوم على إلغائه ضربة عسكرية لإيران، رداً على إسقاطها طائرة أميركية مسيّرة. لكن طهران حذرت من أن أي هجوم تتعرّض له «سيشعل مصالح» الولايات المتحدة في المنطقة.

وكان ترامب برّر قراره إلغاء الضربة العسكرية، بأن الهجوم كان سيؤدي إلى مقتل 150 إيرانياً، في ما اعتبره رداً «غير متناسب» مع إسقاط الطائرة.

وعلّق امس الأول السبت مازحاً: «الجميع كان يقول عني إنني أهوى الحروب، والآن يقولون إنني حمامة».

وأشار إلى أنه محاط بمستشارين يدلون بوجهات نظر متباينة جداً في شأن إيران، وتابع انه إذا كان مستشار الأمن القومي جون بولتون من «الصقور» ويدافع عن «سياسة متشددة»، فان آخرين «يتبنّون سياسة أخرى» و»الوحيد الذي سيتحمّل (المسؤولية) هو أنا».

وكرّر الرئيس الأميركي انه «لا يريد 150 إيرانياً أو أي شخص، إلا إذا كان ذلك ضرورياً»، مشدداً في الوقت ذاته على أن الخيار العسكري «مطروح دوماً على الطاولة، إلى أن نسوّي» هذه المشكلة.

وأضاف: «لن نسمح للإيرانيين بامتلاك سلاح نووي، وحين يقبلون بذلك، سيكون لديهم بلد غني، وسيكونون سعداء جداً وسأكون أفضل أصدقائهم. آمل بأن يحدث ذلك». واستدرك: «إذا تصرّف المسؤولون الإيرانيون في شكل سيء، سيمرّون بفترة بالغة السوء».

وزاد: «لنأمل بأن يكونوا أذكياء، وإذا تمكّنا من إعادة إيران إلى سكّة إعادة الإعمار الاقتصادي، سيكون ذلك أمراً رائعاً». وفي الانتظار «سنواصل فرض عقوبات إضافية» عليها.

تصريحات ترامب جاءت بعد ساعات على قول الجنرال أبو الفضل شكارجي، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية، إن «إطلاق رصاصة واحدة في اتجاه إيران سيشعل مصالح أميركا وحلفائها» في المنطقة.

واعتبر أن «الوضع الإقليمي هو لمصلحة إيران»، وتابع: «إذا ارتكب العدوّ خطأ إطلاق النار على البارود الذي تقف عليه الولايات المتحدة، فإن مصالحها ستشتعل». ورأى أن «العدو يستهدف تجريد إيران من السلاح».

في المقابل اعتبر براين هوك، الموفد الأميركي المكلّف ملف إيران، أن عليها أن «تردّ على الديبلوماسية بالمثل، لا بالقوة»، واتهمها بـ «رفض الانفتاح الديبلوماسي لواشنطن».

لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أشار إلى أن «الإيرانيين يردّون على الديبلوماسية بالديبلوماسية وعلى الاحترام بالاحترام وعلى الحرب بدفاع شرس». ورأى أن «الديبلوماسية» الأميركية مرادف لـ «الإرهاب الاقتصادي والحرب» وعدم احترام «الوعود» وقرارات مجلس الأمن.

إلى ذلك، أعلنت الخارجية البريطانية أن وزير الدولة المكلّف ملف الشرق الأوسط أندرو موريسون سيزور طهران غداً الأحد ويطالب الإيرانيين بـ «خفض التوتر في شكل عاجل».

وأشارت الى أنه سيعرب أيضاً عن قلق لندن «حيال سلوك طهران في المنطقة وتهديدها بوقف التزام الاتفاق النووي الذي تبقى بريطانيا ملتزمة به كلياً». وأضافت أن «هذه الزيارة تتيح فرصة لمواصلة حوار منفتح وصريح وبنّاء مع الحكومة الإيرانية».

في الوقت ذاته، أعلن الجيش الإيراني إعدام جلال حاجي زوار، وهو «متعاقد مع الوكالة الجوية والفضائية التابعة لوزارة الدفاع»، بعد إدانته بالتجسّس لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) و»الحكومة الأميركية».

وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (إيسنا) بأنه دين أمام محكمة عسكرية إيرانية وأُعدم في سجن رجائي شهر في مدينة كرج غرب طهران. وأضافت انه «اعترف» خلال التحقيق «في شكل واضح بتجسّسه لمصلحة سي آي إي» في مقابل المال، مشيرة إلى العثور على «وثائق وأجهزة تجسّس في منزله».

وتابعت الوكالة أن زوجة سابقة لحاجي زوار دينت أيضاً بـ «التورط بالتجسّس» وتقضي حكماً بالسجن 15 سنة.

في غضون ذلك، أعلنت شركتا الأمن السيبراني «كراود سترايك» و»فاير آي» أن إيران كثفت هجماتها الإلكترونية على الحكومة الأميركية والبنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة.

وأشارت الشركتان إلى أن متسللين يُعتقد بأنهم يعملون لحساب الحكومة الإيرانية، استهدفوا في الأسابيع الأخيرة وكالات حكومية أميركية، وقطاعات اقتصادية، بينها النفط والغاز، ووجّهوا رسائل إلكترونية مخادعة.