بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
توقف الممثل السوري عابد فهد، في حديث إذاعي، عند الجدل القائم حول العمالة السورية في لبنان.
وتوجّه عابد للسوريين في لبنان بالقول: «إنتوا كرامتكن كتير كبيرة، ويلي عم يحصل معكن في لبنان عيب كتير»، مضيفاً: «اللي عم بيصير أكيد فردي، لازم ما نقبل الإهانة وهيدا مش تحريض».
وفي الختام، أكّد عابد فهد أنّ الشعب السوري استقبل الشعب اللبناني في زمن الحرب، ويجب أن يعامل بالمثل…انتهى
يعرف الفنان فهد أن كل بلاد العالم تحرص على عمالتها الوطنية، فلماذا يُعيب ذلك على اللبنانيين؟!.
يبدو أن الفنان عابد فهد لا يطلع على الشريط الأمني اليومي في لبنان الذي يكاد يخلو من اللبنانيين!….
ويبدو ان الفنان فهد لم يكن عائشاً في سوريا عندما لجأ اليها اللبنانيون، وإلّا لكان علم أنهم احترموا أصول الضيافة ولم يزاحموا العمالة السورية ولم يفتحوا مؤسسات تجارية ولم يحتفلوا هناك بذكرى تأسيس أحزابهم كما حصل منذ أسابيع حين توجّه البعثيون من كل مخيّماتهم في لبنان ليحتفلوا بذكرى تأسيس حزب البعث في الكورال بيتش في بيروت وإذا بهم يمرّون في ساحة ساسين في الأشرفية ويفرغون فيها أمشاط رشاشاتهم في وقت كان نتنياهو يعلن ضمّ الجولان رسمياً الى إسرائيل.
ويبدو أن الفنان فهد لا يريد أن يدرك أن اللبنانيين هربوا الى سوريا بسبب عدوان العدو الإسرائيلي وليس بسبب نظام بلادهم؟!.
وربما لم يقرأ فهد ان الجيش السوري الشقيق اصطاد يوم الثلاثاء عنصرين أمنيين لبنانيين كانا في رحلة تزلّج على مرتفعات جبل الشيخ وخطفهما واقتادهما الى داخل الأراضي السورية وبتنا بحاجة الى وساطة الأمم المتحدة لإعادتهما. في حين يسرح جنود من تركيا والشيشان وكازاخستان وايران وروسيا واميركا في سوريا وكأنهم أصحاب الأرض.
وبالتأكيد لم يسمع فهد ماذا كانت تفعل «قوات ردعه» في لبنان على امتداد ثلاثين سنة و التي سلبت القواميس كلّ انواع العيوب؟!.
ثم هل إقامة عابد فهد وسكنه في لبنان والتكريم والاحترام والإعجاب الذي يتمتع به بين اللبنانيين ينسجم مع ال «عيب» التي أطلقها عليهم.
العيب أيها الفنان الراقي أن ندعو بالكسر لليد التي مُدّت الى اهلك بتحنان ومحبة. إلاّ إذا كنت تحنّ الى دورك في مسلسل «طريق» حيث لم تكن تجيد القراءة!.
أمّا إذا كنتَ تُسدِّد فاتورة للنظام الذي يمنعك كما قرأنا من الإطلالة عبر إعلامه، فليس جميلاً منك أن تعبر فوق احتضان ومحبّة اللبنانيين لك وتتهمهم بالعنصرية وهنا تكمن ال «عيب» الحقيقية!.
رجاء يا صديق اللبنانيين «خلّيك بالفن» حتى لا تسقط في «كار» ليس لك.