بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي

زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر لا يمزح، فهو رجل دين جدّي ويعني ما يقول.

مقتدى الصدر الذي يتزعم كتلة «سائرون» التي تصدرت الإنتخابات العامة العراقية الأخيرة حاصدة 54 مقعداً في البرلمان من أصل 329 مقعداً.. لم يقف ويتبجّح ويقول أنا زعيم الكتلة الأكبر ، بل دعا إلى قطع الكهرباء عن منازل جميع المسؤولين الحكوميين حتى يشعروا بمعاناة المواطنين وتحويل الطاقة الى المستشفيات والمدارس..

وأكثر من ذلك، دعا الصدرإلى قطع أيادي الميليشيات والأحزاب المتحكمة بوزارة الكهرباء ومحطات توليد الطاقة في إشارة الى اتهامات متكررة ل»الحشد الشعبي».

مقتدى الصدر لم يقف تحت قبة البرلمان وينظّر، ولم يمتهن الوعود للمواطنين وأنه سيجلب لهم الكهرباء 24 على 24 لأنه يعرف ان العراق انفق نحو 40 مليار دولار على مدى 12 عاماً على ملف الطاقة، ورغم ذلك لا تزال معظم المحافظات تعاني من انقطاع التيار الكهربائي.

مقتدى لم يمارس التنظير ولم يغدق بالوعود ولم يقل انا رئيس اكبر كتلة نيابية، بل بدأها من «الآخر:»اذهبوا واقطعوا التيار عن المسؤولين» .

«علوّاه» ان نسمع صوت «مقتدى» لبناني،أو زعيم كتلة لبناني يحتذي بمقتدى الصدر، أليس البؤس وصنوف المعاناة اليومية تجمعنا بالعراقيين؟!.

ألسنا توأمين بالهدر والفساد والسرقات والصفقات والشتائم والمذهبيات والسجالات السياسية اليومية؟!.

للأسف، كلُّ منَ يطرح حلّاً اليوم في لبنان أو ينتقد فساداً  يصفونه

ب «الشعبوي»!.

محظوظ مقتدى الصدر  لأن الشعبوية لم تصل الى العراق، رغم ان معظم الذين يُطلقونها في لبنان لا يعرفون معناها؟!.