بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
بعد أكثر من عشرين جلسة وزارية، أُحيل مشروع الموازنة في لبنان إلى المجلس النيابي، وبعد أكثر من عشر جلسات ماراتونية للجنة المال والموازنة في مجلس النوّاب لم يستطيعوا الوصول إلى صيغة نهائية لهذه الموازنة.
مرّت ستة أسابيع ولم يستطيعوا حل مشكلة إضراب الأساتذة الجامعيين ليتركوا 80 ألف طالب معرّضين للحرمان من نتائج الإمتحانات وبعضهم حُرم من الإلتحاق بجامعات في الخارج.
انعقد يوم الخميس مؤتمر المحاكم العليا في الدول الفرانكوفونية في بيروت في ظل إضراب شامل للقضاة ولم يرَ المؤتمرون أمامهم إلا القاضي جان فهد، وفِي مشهد كاريكاتوري وفي غياب اَي ممثل للجسم القضائي في لبنان انتخبوه رئيساً لاتحادهم، والمضحك في الأمر ان الجماعة جاؤوا إلى لبنان ليحاضروا في فصل السياسة عن القضاء ولا يدركون أن لبنان غارق حتى أذنيه بين حابل السياسة ونابل القضاء والفضائح اليومية تتوالى على مدّ عينك والنظر، وبيروت أم الشرائع باتت بيروت أما لمنافع!.
هل تعلمون كيف اثبتت الدولة حضورها؟.. اسمعوا هذا الخبر: «يوم الخميس الماضي، ضُرب الناشط البيئي رولان نصّور (الصورة) وقُطع جزء من أذنه عقاباً له على تصدّيه لمشروع إنشاء سدّ بسري، لأن السدّ سيقضي على مليون ونصف المليون شجرة ويجرف مئات المنازل ويمحو عشرات المواقع الأثرية وأنه قائم على فيلق معرّض للزلازل»!؟.
نعم ، في بيروت كانوا ينتخبوننا رئيساً لاتحاد المحاكم الفرانكوفونية وفِي ذات اللحظة كنّا نقطع أذن ناشط بيئي ونحن عاجزون عن قطع ظفر من يد واحد من آلاف المهرّبين على المعابر غير الشرعية و «وعلى عينك يا تاجر»؟!.
المعتدي على رولان نصور معروف «ومين بيسترجي يلاحقو» فهو محمي ومغطَّى ومدعوم … هل رأيتم أين تستفرس الدولة وتفرض هيبتها؟!.
ألا يستحقّ هؤلاء المسؤولون أن نقطع آذانهم قبل ان تطول أكثر ويستفحل الفساد؟!.