كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
حسناً فعل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حين اتصل أمس الأول بوزير المالية علي حسن خليل طالباً منه دفع جزء من مستحقات المؤسسات الرعائية والاجتماعية بأقرب وقت..
فقد تجاوزت المأساة الإنسانية كل الخطوط الحمر في لبنان بعدما انطلقت مؤشراتها مع إقفال مؤسسة»الكفاءات» ابوابها في آذار الماضي وبعدما لم تلق استغاثات الأهل ونداءاتهم آذاناً صاغية لدى المسؤولين وهي التي ترعى الأولاد ذوي الإحتياجات الخاصة مما أضطرها يومذاك الى ارسال مئة ولد الى منازلهم حيث لا توجد البيئة الملائمة للإهتمام بهم.
ومنذ يومين برزت مشكلة جديدة وهي تهديد ادارة مؤسسة»سيزوبيل» العريقة بالإقفال وهي التي ترعى 1350 ولداً من ذوي الحاجات الخاصة.
وكذلك ابلغ «مجمع الرحمة لذوي الحاجات الخاصة» في طرابلس عن عجزه عن تسديد رواتب موظفيه مما يهدّد استمرار توفير حاجات 350 ولداً يعانون شللاً دماغياً او توحّداً او تعدّد الإعاقة.
والوضع مشابه في «مؤسسة الهادي» للإعاقات السمعية والبصرية التي تديرها مؤسسة المبرات الخيرية.
ورغم ان وزيرالشؤون الإجتماعية اطلق الصرخة تلو الصرخة في هذا الموضوع لكن نداءاته بقيت صرخة في واد.
هل يعقل ان يصل الظلم الى ذوي الحاجات الخاصة بعدما شمل الأصحّاء في لبنان. وهل تتذكرون العسكريين المتقاعدين المقطوعي الأيدي والأرجل يتظاهرون منذ أسابيع على الكراسي المتحركة طالبين عدم المساس برواتبهم؟!.
وزراؤنا ونوابنا مشغولون بال»تويتات» المتبادلة وليتها «تويتات» للنفع العام بل هي لتبادل الاتهامات والشتائم، وكل «تويتر» أسوأ من الآخر حتى كاد لبنان يصبح جمهورية ال»تويتر» بامتياز.
يا جماعة، قليلاً من الرحمة للذين لا حول ولا قوة لهم في وطن عليك ان تدفع خمسين دولاراً قبل ان تدخل الى معظم منتجعاته البحرية غير القانونية و»الفالتة» من رقابة الموازنة وعصر النفقات؟!.
عسى ان يصل الصوت الى ذوي الأمر بعد مبادرة رئيس الجمهورية.