بقلم رئيس التحرير/ انطوان القزي

وأخيراّ اكتشفت الدولة أن عجز الموازنة والهدر هو في الأركيلة «النارجيلة».

نعم، ففي خضم بحثها عن موارد لتخفيض عجز الموازنة، اكتشفت الحكومة   اللبنانية لبّ المشكلة وقررت فرض ضريبة 1000 ليرة على كل نفس نرجيلة يقدم في المطاعم والفنادق والمؤسسات المرخصة.

كثيرون توهّموا ان الأمر يتعلّق بصحة المواطن…

لو كان الأمر كذلك لعالجوا قضية جبال النفايات التي تزكم انوف اللبنانيين وتتسبّب لهم بالسرطانات على أنواعها من جبل نفايات صيدا الى الكوستابراڤا الى جبل نفايات برج حمّود الى مكبّات الضنية وعكار وغيرها !؟.

ولو كان الأمر حرصاً على صحّة الناس لاستجابوا لنداءات قرى وبلدات الكورة التي يكاد نصف سكانها يموتون من السرطان الذي تسبّبه سموم معامل ترابة شكا؟!.

ولو كان الأمر كذلك أيضاً لما كنّا نسمع كلّ يوم نائباّ يتحدّث عن فضائح الأدوية المزوّرة أو المنتهية صلاحياتها التي تملأ رفوف الصيدليات.

ولو صحّ ما يزعمون لأوقفوا المجزرة البيئية على ضفاف نهر الليطاني وبحيرة القرعون.

عجيب.. اكتشفوا ان العجز سببه الأركيلة الرخيصة، هذه الأركيلة التي يهرب اليها المواطن أحياناً هرباً من معاناته، من همومه من باب»نفّخ عليها تزول»وكي لا يموت قهراً «يفش خلقه بنَفَس أركيلة»، حتى هذه استكثروها عليه!..

هذا المواطن الذي لا يستطيع أن يتنفّس هواءً نقيّاً بسبب التلوّث والميكروبات، فرضوا عليه ألف ليرة كضريبة على الذي يريد أن ينسى همومه بواسطة  «نفَس اركيلة».

يا جماعة أبشروا ، زيادة الف ليرة على الأركيلة ستعيد الإقتصاد الى عافيته وستوفّر على الخزينة مليارات الدولارت ولا نحتاج بعدها الى تصحيح اوضاع الأملاك البحرية ولا هدر الجمارك أو مرفأ بيروت ولا الكسارات.. ولن يستطيع بعد اليوم إلا القليلون أن يهتفوا « ناره يا وَلَد»؟!.

ابشروا، الأركيلة ستغنينا عن أموال «سيدر» وودائع الأشقاء وهِباتِهم!. مبروك.