بقلم زهير السباعي
التصعيد العسكري الروسي البربري والوحشي على محافظة إدلب يدل على وجود خلافات عميقة بين الضامن التركي والروسي حول منطقة خفض التصعيد الرابعة والأخيرة في إدلب التي تعتبر آخر معقل للمعارضة السورية المسلحة، بررت موسكو تصعيدها العسكري الأخير بفشل تركيا في التزاماتها، بعد أن استطاع الجيش الحر المدعوم تركياً بتحرير منطقة تل رفعت وسحق الانفصاليين الكرد واختراق خطوط الدفاع التابعة للنظام السوري، مما دفع بموسكو لشن حملة عسكرية شرسة على إدلب لايقاف تقدم الجيش الحر في تل رفعت،حيث كان التفاهم بين أنقرة وموسكو يقضي بمقايضة تل رفعت بجنوب إدلب لتأمين المناطق التي يسيطر عليها النظام في ريف حماة واللاذقية وبالتالي حماية مطار حماة العسكري وقاعدة حميميم العسكرية الروسية من هجمات الجيش الحر لكن تركيا لم توافق على الطرح الروسي كما تدعي روسيا وعندما يئس الروس من اقناع الاتراك بخطتهم تلك لجؤ الى التصعيد العسكري البربري والوحشي على إدلب ضاربين بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والتفاهمات التي تم التوقيع عليها في سوتشي ونور سلطان – أستانة- مما يضع تركيا على المحك، فقد هدد اردوغان بالتخلي عن جميع هذه الاتفاقيات والتفاهمات في حال لم يوقف الروس حملتهم العسكرية على إدلب، تهديد اردوغان لبوتين جاء خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما الاسبوع الماضي تلاها محادثة هاتفية بين وزيري دفاع البلدين لم تسفرعن نتائج تذكر، مما دفع بوزير الدفاع التركي خلوصي آكار الى القيام بزيارة تفقدية مفاجئة للقوات المسلحة التركية المتمركزة على طول الشريط الحدودي مع سورية، ربما يكون التقارب التركي الامريكي والذي حصل بموجبه الأتراك على ضوء أخضر أمريكي للقيام بعملية عسكرية محدودة النطاق في تل رفعت والسماح لتركيا بتزويد جيش الجبهة الوطنية للتحرير في إدلب بأسلحة وصواريخ نوعية لصد أي هجوم بري ينفذه الروس والنظام على إدلب هو السبب في التصعيد العسكري الروسي الأخير، ومع استمرار القصف الجوي الوحشي والبربري للروس والنظام وعودة البراميل المتفجرة الى الواجهة من جديد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء الجمعة، بطلب من ألمانيا وبلجيكا والكويت، لبحث تطورات الأوضاع في إدلب، والذي يعتبر استكمالاً للجلسة المغلقة التي عقدت قبل أسبوع، وأعربت خلالها دول عدّة عن قلقها من حدوث أزمة إنسانية جديدة في المنطقة وقد أدانت نجاة رشدي مستشارة المبعوث الأممي الخاص الى سورية غير بيدرسون بشدة الهجمات البربرية والوحشية الروسية والنظام التي استهدفت المدنيين والمنشآت المدنية في ادلب، المضحك المبكي في جلسة مجلس كركوز عواظ دعوة ممثل ايران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي خلال الجلسة الطارئة للمجلس الى احترام سيادة سورية واستقلالها السياسي ووحدة أراضيها بشكل كامل ويتعين على أمريكا إنهاء تواجدها العسكري غير المشروع في سورية فوراً؟ كأنك ياتخت عايش ع المريخ يعني حلال على الفرس الصفويين والروس احتلال سورية وحرام على أمريكا ذلك ؟ هذا وكالعادة حصلت مشادة كلامية بين المندوب التركي والسوري بعد تهجم الأخير على تركيا فرد عليه المندوب التركي فريدون سينيرلي أوغلو بالقول إنني لاأعترف بك كممثل شرعي للشعب السوري وبالتالي لن أمنحك شرف الرد عليك، أما وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو قالت في كلمتها نحن في مرحلة أخرى من الصراع السوري حيث يدفع المدنيون ثمن حرب لاتنتهي لقد كنا هنا من قبل في حلب وحمص والغوطة والرقة واليوم في إدلب حيث يتعرض أربع ملايين مدني للخطر محذرة من عواقب استمرار التصعيد بما في ذلك تداعيات كارثية وتهديدات للسلم والأمن الدوليين، وقد فشل مجلس الأمن مرة أخرى في حماية المدنيين، مما يعني أن حياة أكثر من أربعة ملايين مدني في خطر، السؤال المطروح إذا كان مجلس الأمن الدولي يعلم بأن التصعيد العسكري الوحشي والبربري الروسي والنظام على إدلب يهدد الأمن والسلم الدوليين فلماذا لايتحرك ويصدر قراراً تحت البند السابع لميثاق المنظمة الاممية لمنع روسيا من استعمال الفيتو والذي تجاوز عدده عدد لاعبي فريق كرة قدم مع الاحتياط منذ بداية الثورة السورية ؟
أخيراً اللعبة في سورية قد تغيرت ولن يجاذف بوتين بخوض حرب برية شاملة في إدلب يعلم مسبقاً نتائجها وهو حريص على بقاء شعرة معاوية مع اردوغان لكنه يسعى لتصعيد الضغط إلى أعلى مستوى للحصول على مكاسب وتنازلات من اردوغان كالتي حصل عليها في حلب وخلط الأوراق على الجميع ليعود الثلاثي المرح تركيا روسيا وايران الى الجلوس حول الطاولة المستديرة لصياغة تفاهمات جديدة ربما تشارك أمريكا فيها ولن تقتصر على إدلب وريفها بل ستشمل منبج وشرق الفرات والمنطقة الأمنة بعد أن أصبحت سورية أرض خصبة لجميع العجائب والغرائب والمفاجآت ولاغرابة في ذلك، صيف حار جداً تقوده أمريكا بانتظار المنطقة .