كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي
كلّ يوم يمرّ أزداد اقتناعاً أن الإعلام في هذه البلاد يصادر دور القضاء وبات هو سيّد الأحكام.
وكلّ يوم يفرز لنا المجتمع الأسترالي مشاهد «لا على البال ولا على الخاطر».
وآخر هذه المشاهد ما يتعّرض له لاعب الرغبي الشهير اسراييل فالاو الذي أبعدوه عن الملاعب وألغوا العقود معه وطردوه من اللعبة لأنه أبدى رأيه بالمثليين، وانطلاقاً من إيمانه قال أنهم سيواجهون جهنّم، ومنذ حصول الاستفتاء الشهير العام الماضي ما زال فالاو يدفع ثمن مواقفه حتى أنه ذرف الدموع الأسبوع الماضي.
فالاو الذي سجّل رقماً قياسياً في الأهداف في لعبة السوبر ليغ وقبلها بالرغبي ليغ وهو لعب فترة مع فريق غرب سدني للفوتبولAFL ورغم ذلك أصبح بلا عمل.
الطفل الذي ولد في منطقة منتو في غرب سدني لأبوين مهاجرين من تونغا لو كان انكلوساكسونياً لما كان تعرّض لهذا
«الاجتياح العنصري».. وإلاّ لماذا لا يطردون بولين هانسون من البرلمان رغم أنها حقّرت الأديان وازدرت جزءاً كبيراً من المجتمع، ولماذا لا يعاقبون السناتور فرايزر أنينغ رغم كلامه العنصري المتطرف بحق شريحة من الأستراليين؟!.
فهل نستطيع أن نعاقب اكثر من 45 بالمئة من الأستراليين يؤيدون أفكار اسراييل فالاو حول المثليين وهل نستطيع ان نطرد هؤلاء جميعاً من أعمالهم!؟.
رئيس الوزراء سكوت موريسون دافع الأسبوع الماضي عن فالاو معتبراً أنه حرّ في رأيه وفي ما يقول انطلاقاً من معتقداته الدينية، كأن موريسون لا يعلم أن مشكلة فالاو ليست ما قاله بحق المثليين، بل أن مشكلته الحقيقية أنه وُلد لأبوين من تونغا وليس من سكوتلندا او إنكلترا ؟!.