بقلم رئيس التحرير / انطوان القزي
ما يحصل في الجزائر والسودان تجاوز بأشواط ما سُمِّي بالربيع العربي الذي لم يأتِ بأية نتيجة .
الجزائريون لم يكتفوا باستقالة العزيز بؤ تفليقة، بل هم يستمرّون في التظاهرات للتخلّص من كل النخبة التي حكمت الجزائر منذ الإستقلال سنة 1962 حتى اليوم ، وهم بذلك كانوا أكثر وعياً من اللبنانيين الذي يكتفون بالترقيع في طبقة سياسية تستنسخ ذاتها بقوالب مختلفة منذ الاستقلال سنة 1943 حتى اليوم : يذهب الأب فيأتي الإبن أو الحفيد أو الصهر أو إبن الأخ أو إبن الأخت وهكذا.. ويوهم اللبنانيون أنفسهم أن حبّة الأسبرين هذه قد تشفيهم بينما هم بحاجة لاستئصال المرض .. والجزائريون إن نجحوا، فسوف «تسكّ « ركاب زعماء لبنانيين كثيرين.
ولم يكتفِ احفاد المليون شهيد باستقالة رئيسهم بل هم أوقفوا خمسة مليارديرات جزائريين في إطار التحقيقات في الفساد بينهم بسعد ربراب أغنى رجل أعمال في الجزائر .. بينما في لبنان يقتصر التوقيف حتى اليوم على الفقراء والمحتاجين؟!.
وفِي صورة مشابهة يصرّ المتظاهرون في السودان على تعطيل كل المرافق حتى تتحقق مطالبهم بنقل السلطة المؤقتة من مجلس عسكري الى مجلس وطني وهم يرفضون بشكل قاطع امتداد الحكم العسكري بحكم عسكري آخر.
بين عهدي بو تفليقة وعلي عمر البشير امتدت المظالم الأخلاقية والاجتماعية والإقتصادية وكأنها سليلة الزمن العثماني الذي تحكّم بالعباد في الشرق الأوسط لأكثر من أربعمئة عام.
فهل تحقق الجزائر والسودان ربيعاً حقيقياً تمتد عدواه الى بيروت التي توهم نفسها انها تعيش ربيعاً واليباس فيها يضرب البشر والحجر؟!.
علّمتنا بيروت ان تكون الرائدة، فلماذا تتخاذل اليوم، وممَّ تخاف؟!.