شارك عشرات آلاف الأشخاص وممثلون عن 59 دولة، في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، في مراسم تأبين لضحايا مجزرة المسجدين التي أوقعت 50 قتيلاً.
وحضرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن ونظيرها الأسترالي سكوت موريسون، المراسم التي نُظمت في متنزه «هاغلي» قرب مسجد النور حيث قتل الأسترالي برينتون تارنت أكثر من 40 شخصاً خلال صلاة الجمعة في 15 الشهر الجاري، وآخرين في مسجد لينوود المجاور.
والتزم المشاركون الصمت، لدى وقوفهم في المتنزه أثناء تلاوة أسماء القتلى، خلال مراسم كانت بعنوان «نحن متحدون» وبثّها التلفزيون النيوزيلندي، كما شهدت إجراءات أمنية مشددة. وتحدث مفوّض الشرطة مايك بوش عن أحد أضخم العمليات الأمنية التي نفذتها الشرطة في البلاد. وكان بين الحضور المغني يوسف إسلام، المعروف سابقاً باسم كات ستيفنز، والذي أدى أغنية «قطار السلام». وقالت أرديرن: «التحدي أمامنا الآن هو جعل أفضل ما فينا واقعاً يومياً، لأننا لسنا محصّنين ضد فيروسات الكراهية والخوف ومسائل أخرى. لم نكن كذلك إطلاقاً». واستدركت: «يمكننا أن نكون الأمّة التي تكتشف العلاج. لذلك أقول لكلّ منا ونحن نمضي من هنا: لدينا عمل يجب أن نفعله». واعتبرت أن على العالم أن ينهي دورة التطرف، لافتة الى ان ذلك يحتاج جهداً دولياً.
أما رئيسة بلدية كرايست تشيرش ليان دالزيل فرأت أن المجزرة «كانت هجوماً ضدنا جميعاً». وأضافت: «هذه الأفعال المستوحاة من الكراهية كانت تستهدف تفريقنا وتمزيقنا. ولكن على العكس من ذلك، فإنها وحّدتنا في التعاطف والحب اللذين نشعر بهما تجاه بعضنا بعضاً، بصرف النظر عن أماكن ولادتنا».
وذكر فريد أحمد الذي قُتلت زوجته حسنة خلال المجزرة، أنه سامح القاتل بوصفه رجلاً مؤمناً، اذ لا يريد أن يحمل «قلباً يغلي مثل بركان». وتابع فيما صفّق الحضور: «أريد قلباً مليئاً بالحب والحنان، مليئاً بالرحمة ومتسامحاً، لأن هذا القلب لا يريد فقدان أرواح أخرى».
ومعظم الضحايا يتحدرون من دول إسلامية، فيما أن الجاني تارنت (28 سنة)، المؤيّد لنظرية تفوّق العرق الأبيض، اتُهم بالقتل ويُرجّح أن يواجه عقوبة بالسجن المؤبد.