رفع عدد رحلات القطارات وتوفير الدراسة المجانية في TAFE وتجهيز مستشفى ويستميد هي أولويات لدينا…
أنا أدعم تمويل مشروع كبار السن للموارنة
حاورها بيار سمعان
جوليا فين نائب مقعد غرانفيل في المجلس التشريعي عن حزب العمال، جرى انتخابها عام 2015 بعد أن خدمت المنطقة كعضو في مجلس بلدية باراماتا ثم أصبحت رئيسة البلدية في عام 2004قبل أن يختارها الحزب لتمثيله عن مقعد غرانفيل وهي تستعد اليوم لخوض الانتخابات في مواجهة السيد طوني عيسى مرشح حزب الأحرار.
الحديث مع جوليا له نكهة خاصة، إذ تنقلك بسرعة فائقة من النظريات والطروحات السياسية إلى عالم الواقع المعيوش وإلى حاجات المنطقة وأوضاع الناس. ولا شك أن خبرتها الطويلة في العمل الميداني، ان من خلال بلدية باراماتا أو كنائب عن المنطقة، تجعلك تشعر انك في مواجهة انسان يدرك أدق التفاصيل، ويعلم الكثير عن مطالب الناس، دون أن تبتعد عن جوهر سياسة حزب العمال في الولاية والخطوط العريضة التي تحدد توجهاتها السياسية.
خلال انتخابات 2015 تمكنت جوليا من استعادة مقعد غرانفيل، وهو عمالي بالأساس، بعد أن حققت فوزاً على النائب السابق طوني عيسى، مع تأرجح في نسبة الأصوات لصالحها، بلغت 7٫5 بالمئة. واحتفظت جوليا بمركزها كعضو في بلدية بارماتا حتى أصدرت حكومة أُفاريل قانوناِ يحظر على نواب الولاية القيام بعمل آخر إلى جانب موقعهم كممثلين للأمة.
وبدأت تفاعيل هذا التشريع في أيلول 2016.
وبدأنا حوارنا مع جوليا فين وطرحت الأسئلة التالية عليها:
– ما هي برأيك احتياجات المنطقة التي ستسعين إلي تحقيقها؟
– إحدى أولى الأولويات هي إعادة رفع عدد رحلات القطار، بعد أن خفضته الحكومة، والغت ما يقارب مئة رحلة. وفي حال جرى فوز حزب العمال سوف نعمد إلي رفع عدد رحلات القطار إلى غرانفيل.
من ناحية أخرى تعهد زعيم حزب العمال في الولاية، مايكل دالي بتوفير الدراسة المجانية في المدارس المهنية، باعتقاديهذا قرار هام، بعد أن سعيت في السابق إلي خفض الرسوم المفروضة علي الطلاب في هذه المعاهد.
وانتقدت فين حكومة الائتلاف التي قصرت في التعامل مع النمو السكاني في المنطقة، فأهملت تطوير البنى التحتية وتجهيز مستشفى ويستميد، وسمحت ببناء 19 ألف وحدة سكنية في المنطقة دون أن تتعامل بمسؤولية مع حركة النمو العمراني وارتفاع عدد السكان في المنطقة.
– يأخذ على حزب العمال والأحرار أنهما دائماً في خصام سياسي غير عقلاني، فالعمال يعارضون كل ما تقره الحكومة، والائتلاف يعترض على اقتراحات حزب العمال. برأيك هل لدى الحكومة الحالية أية إيجابيات تذكر؟
– نعم يوجد إيجابية واحدة برزت مؤخراً عندما قررت الحكومة تمويل مشروع دار العجزة ومركزاً بسبب الحاجة اجتماعياً لكبار السن الموارنة. هذا قرار صائب بسبب الحاجة الكبيرة إليه.. لقد خدم الموارنة المجتمع الاسترالي على أكثر من صعيد وعلى مدى عقود طويلة، وعلينا بالتالي ألا نهمل كبار السن الذين ساهموا في ازدهار البلاد وتطوير حركة الإعمار، وتربية أجيال عرفوا بمحبتهم ووفائهم لأستراليا.
إلى جانب ذلك لست أرى المزيد من الحسنات لدى هذه الحكومة. فهي تنفق الأموال العامة في غير موضعها، مثل هدم وإعادة بناء ملعب «الأليونز» وهو باعتقادي ليس أولوية هامة.
– لكن حكومة بريجكليان خصصت، على سبيل المثال 6 مليارات دولار لبناء مدارس جديدة وتحديث أخرى وتركيب مكيفات التبريد. أليس هذا قراراً هاماً؟
– المشكلة أن ما خصصته الحكومة للمدارس ليس كافياً. إذ أن ارتفاع عدد الطلاب يتطلب المزيد من المدارس الجديدة. أيعقل أن يكون في إحدى مدارس المنطقة 1800 طالباً؟
أما بالنسبة لتركيب معدات التبريد والتدفئة فهي لن تشمل كل المدارس، بل بعضها، وهذا غير مقبول، إذ يجب تبريد كل المدارس وتدفئتها تكييفها لكل الفصول.
– تتهم الحكومة حسب المنظور العمالي، بالانحياز المناطقي. فما تعليقك على هذا الادعاء؟
– يبدو أن الحكومة تنفق على بعض المناطق المحسوبة أنها تؤيدها أكثر من المناطق العمالية التقليدية.
وهذا يشمل البنى التحتية والمدارس والمستشفيات وقطاع الخدمات بشكل عام.
فحكومة الولاية هي للكل وعليها بالتالي ان تعامل الجميع بالمساواة.
الناس يجاهدون اليوم لتلبية حاجات العائلة من الطعام إلى التعليم والطبابة وفاتورة الكهرباء المرتفعة مع حكومة الائتلاف شهد قطاع الطاقة ارتفاعاً عالياً في كلفة الكهرباء.
خصخصة الطرقات العامة وفرض الرسوم بعد أن جرى دفع كلفة تشييدها هو أمر مسيء للغابة ويصعب الغاؤه بعد أن أصبحت تحت إشراف إدارات خاصة. إن الحكومة لا تبالي بهموم المواطنين اليومية. لقد أخطأت الحكومة في بيع الممتلكات العامة عوض تطويرها وتحديثها والاستفادة من مداخيلها.
– استراليا هي بلد تعددي، ومنطقة غرانفيل تتميز بكثافة سكانية من مختلف الثقافات، كما تعرف بوجود جالية لبنانية وعربية متنامية.
ما تعليقيك على هذا الواقع الاجتماعي، ومما هو موقف حزب العمال من التعددية الثقافية؟
الكل يعلم أن برنامج التعددية الثقافية يدأ مع حكومة غوف ويتلم، ثم قامت حكومة فرايزر بتدعيمها.
منطقة غرانفيل هي غنية بتنوعها الثقافي، ولدي علاقات طيبة مع مختلف الجاليات، خاصة مع الجالية اللبنانية.
بالطبع حاجات الجاليات هي مختلفة.
فبينما تمكن اللبنانيون من الاستقرار والعمل والازدهار مادياً وعملياً، تواجه جاليات أخرى صعوبات في التأقلم والعمل واللغة وغيره، واذكر على سبيل المثال الجالية الهندية، وهي جديدة العهد في استراليا، بالمقارنة مع سواها، لديها بالتالي احتياجات وأولويات مختلفة.
حزب العمال يدعم التعددية بعد أن أصبحت واقعاً اجتماعياً وسياسياً. لذا قرر الحزب توفير التمويل الضروري لتدريس اللغات لكي يتمكن كل طفل من اتقان لغة أخرى إلى جانب الإنكليزية.
نحن ندعم الحفاظ على التعددية الثقافية القائمة على قبول واحترام الاخر المختلف، والتفاعل الإيجابي بين الجاليات. من أجل بناء مجتمع متعدد ومتناغم يزيد استراليا جمالاً وازدهاراً، من خلال دعم عمليات التكيف الاجتماعي وتعليم اللغة الإنجليزية للمهاجرين الجدد وتوفير الدراسة المهنية، لكي يتحول المهاجرون الجدد إلى طاقة إنتاجية ناشطة في اقتصاد البلاد.
وحول الطاقة ذكرت جوليا أن حزب العمال سيعيد إدراج انتاج الطاقة المتجددة (الشمسية وغيرها) آخذاً بعين الاعتبار خفض الانبعاثات الحرارية وخفض كلفة فاتورة الكهرباء.
وامتدحت جوليا النمو وحركة الازدهار التي تشهدها منطقة باراماتا بشكل عام. وأعربت عن قلقها حيال تصميم الحكومة إقامة خط جديد للقطار الخفيف داخل المدينة. ويلزم أكثر من عام لتحقيق ذلك، مما سيعطل الحركة التجارية في باراماتا ويؤثر على عمل المقاهي والمطاعم فيها.
وتطرقنا خلال الحوار إلى قضايا أخرى، من ضمنها الممارسات الفاسدة في بلدية أوبرن والتي تؤكد أن عدم الالتزام بالقوانين وسياسة الأحزاب ومساعي الاثراء غير المشروع والتسلط أدت جميعاً إلى ما وصلت إليه البلدية.
كذلك جرى مناقشة قضية الإرهاب والانعكاسات السلبية المحتملة في حال سُمح بعودة مقاتلي داعش إلي استراليا، واقترحت أن يجري إعادة تأهيلهم ليتمكنوا من التكيف داخل المجتمع بعدما جرى تثقيفهم في الاتجاه المعاكس واكتسبوا خبرة متتالية وعاشوا مدة كمجموعات متطرفة خارجة على القانون. فسلامة وأمن المواطنين هي أولوية يجب عدم
المغامرة بها.
نتمنى لجوليا التوفيق والعمل دائماً من أجل مصلحة المواطنين في مقعدها وفي ولاية نيو ساوث ويلز بشكل عام.