حاورها بيار سمعان

واندي ليندسي، مرشحة حزب الاحرار عن مقعد إيست هيلز تبدو من الوهلة الاولى انها عفوية وصادقة، ذات شخصية محببة. تستقبلك بابتسامة صادقة من القلب لا تفارق وجهها. ابتسامة غير متصنعة تعكس شخصية مرحة وصادقة.

ولدت واندي ونشأت وعاشت طوال حياتها في المنطقة التي تترشح عنها اليوم، وهي تفاخر انها تعيش في المنزل الذي بناه اجدادها في بادستو، وهو من المنازل الاولى التي شيدت في المنطقة.

تدير إذاعة محلية للمجتمع المتعدد الثقافات وتعشق العمل الاذاعي، وتفاخر انها كانت رئيسة جمعية الاهالي والاطفال في مدرسة بادستو الحكومية، وهي تعتقد ان هذه التجربة منحتها خبرة حقيقية ساعدت في التعرف على مشاكل العائلات اليومية والصعوبات التي يواجهها الاهالي في تربية ورعاية ابنائهم وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم.

من خلال عملها في إحدى المؤسسات التجارية الخاصة بالعائلة، تقدر واندي اهمية المصالح الصغرى وتعتبرها العصب الحيوي للاقتصاد المحلي وتدعو للحفاظ عليها ودعمها في وجه شبكة المتاجر الكبرى والدولية. فالمصالح الصغيرة تضمن فرص العمل لليد العاملة المحلية وتدعم بقاء السكان في مناطقهم وتنزع الضغوطات عن العائلات وتنمو مع تنامي السكان وتنوعهم في المناطق التي يقيمون فيها.

ويندي ترغب من جراء هذه الخبرات العملية الترشح عن مقعد إيست هيلز عن حزب الاحرار، وتأمل في حال فوزها متابعة مساعدة السكان من خلال نقل همومهم ومعالجة مشاكلهم والتعبير عن تطلعاتهم واملهم بمستقبل افضل لهم ولعائلاتهم.

طرحت على واندي ليندسي عدداً من الاسئلة، كان أولها التالي:

-أنت مرشحة عن مقعد إيست هيلز الذي شهد معركة انتخابية متقاربة النتائج. هل أنت متفائلة بالفوز، ولماذا تعتقدين ان الناخبين سوف يصوتون لك؟

انا اعترف ان الانتخابات السابقة كانت متقاربة، وتمكن مرشح الاحرار بالفوز مع فارق بسيط لا يتجاوز البضعة مئات من الاصوات. لكن دعني اذكر أولاً انني إبنة هذه المنطقة، ولدت ونشأت ولا أزال أعيش فيها، وانا لست كبعض المرشحين الذين جاؤوا من مناطق اخرى وجرى ترشيحهم عن مقعد إيست هيلز.

انا ادرك عن خبرة مشاكل الناس وتطلعاتهم، ولدي كل الثقة ان العديد منهم سيصوتون لي. أنا اعرفهم حق المعرفة، واقوم منذ أشهر بزيارة منازلهم ومتاجرهم كما ألتقي الناس على محطات القطار. أصغي إليهم واشرح برنامج عملي وتطلعاتي السياسية. القرار النهائي هو للناخب ولاولوياته وتوجهاته السياسية، فهي تحدد النتائج. لكن لدي الامل، وانا اسعى جاهدة ان يبقى مقعد إيست هيلز بيد حزب الاحرار.

-ما هي المشاريع التي تنوين تنفيذها في حال وصولك الى برلمان الولاية؟

لقد خصصت حكومة غلاديس بريجيكليان مبلغ 100 مليون دولار لتوسيع طريق Henry Lawson Drive لانه طريق حيوي يشهد كثافة سيارات وشاحنات تنتقل من شارع كانتربري نحو الطريق السريع «هيوم هاي واي» وباراماتا. وأصبح توسيعه أمراً ضرورياً لتسهيل عملية النقل وسهولة التنقل بين المناطق.

سوف يجري توسيع مواقف السيارات في مناطق بانانيا ومحطة قطار إيست هيلز لتوفر حوالي 400 موقف جديد. كما ستوفر الحكومة 41 قطاراً جديداً مكيفاً للعمل على خطوط المناطق، مما يسهل عملية التنقل بين هذه المناطق ومنها الى وسط مدينة سيدني.

وسنقيم مركزاً للخدمات الاجتماعية في ريفزبي، وستساهم الحكومة بتوفير ايصالات لطلاب المدارس، واعفاءات لدفع الرسوم على الطرقات واعادة تمويل القسائم الخضراء، وحسومات على فواتير الكهرباء.

وسوف نعمل مع الحكومة الى اعادة تحديث المدارس في منطقة إيست هيلز وتوفير مكيفات التبريد وقطع الاشجار المجاورة لها. وستتعاقد الحكومة مع 4600 مدرس للعمل في مدارس نيو ساوث ويلز كما خصصت الحكومة 500 مليون دولار لتركيز مكيفات الهواء والتدفئة في المدارس القائمة في مناطق تشهد ارتفاعاً في الحرارة والصقيع. كذلك وضعت الحكومة مخططاً لمكافحة البلطجة في المدارس.

-حزب العمال يأمل ان يفوز في الانتخابات هذه السنة. ما هي توقعاتك بالنسبة للتنتائج؟

لا شك ان الانتخابات ستكون حامية هذه الدورة، فالناس يخلطون بين الحكومة الفيديرالية وحكومة الولاية، لكن العديد من الناخبين يحكمون في آخر المطاف على عمل الحكومة في الولاية والانجازات التي حققتها، ويدركون ان نسبة البطالة في نيو ساوث ويلز هي الادنى في استراليا، وان اقتصادنا مزدهر، وميزانية الخزينة تحقق فائضاً، رغم إنفاق الحكومة على مشاريع ضخمة تكلف المليارات. فولاية نيو ساوث ويلز هي الافضل اقتصادياً وتجارياً وأمنياً. فلماذا لن يصوت الناس لصالح الإئتلاف، باعتقادي سيبقى الحكم معنا.

أما بالنسبة لمنطقتي، فأنا اواجه معركة شرسة دون شك بسبب التقارب في الاصوات لكني اعمل ما في وسعي لالتقي بأغلبية الناخبين، أتعرف عليهم، استمع إليهم واعرض معهم إيجابيات الحكومة، ولدي الامل ان الناخبين سيصوتون في آخر المطاف للمرشح الافضل الذي يعيش بينهم ويدرك احتياجاتهم، وهو مستعد لمساعدتهم والبقاء على تواصل معهم.

-تتهم المعارضة في الولاية الحكومة انها تنفق المال العام في غير موضعه وهي تميز بين المناطق؟

هذا غير صحيح. لدى الحكومة رؤية وتصور لمستقبل سيدني، المدينة العصرية والقادرة على استيعاب النمو السكاني وما يترتب عنه من تداعيات انمائية وخدماتية. من السهل توجيه الانتقادات للحكومة من قبل حزب العمال، لكن حكومتنا أنفقت المليارات لتصحيح الاخطاء التي ارتكبها حزب العمال. فحكومة الولاية تنفق المال العام على أساس الخطة المستقبلية لسيدني، وهي لا تميز بين المناطق على الاطلاق. انظر الى المشاريع الكبرى في مناطق غرب سيدني، وهي عمالية بالاساس. ويجب ألا نتناسى النمو السكاني المتزايد وهو نمو ناتج عن ارتفاع معدلات الولادة وتدفق المهاجرين الذين يفضلون العيش والعمل في سيدني. هذه الزيادة تفرض تطويراً في البنى التحتية من طرقات ومدارس ومستشفيات وخدمات عامة واسكان. وهذا ما تقوم به الحكومة منذ سنوات.

دعني أذكر هنا بقرار الحكومة توظيف 5 آلاف ممرضة وآلاف من الاطباء الأخصائيين. كذلك قرارها بالتعاقد مع آلاف المعلمين وزيادة الصفوف في المدارس لاستيعاب 45 ألف طالب إضافي خلال السنوات الخمس القادمة.

-في لقاء المرشح العمالي كامرون مورفي، عبر عن معارضته لتشييد الابنية المرتفعة في المنطقة. فما تعليقك على هذا الموقف؟

لقد بعثت برسائل الى بلدية بانكستاون اكثر من مرة لاعترض على هذه الظاهرة. للأسف ان اعتراض حزب العمال هو غير مقبول لان من يسيطر على المجلس البلدي في بانكستاون ويحدد سياسته الانمائية هم العمال انفسهم. فالمشكلة هي عمالية، ولا علاقة للحكومة بها.

أفّضل شخصياً ان نحافظ على الاجواء القروية في ضواحي إيست هيلز، وهذا أفضل اجتماعياً، وملائم للبيئة الصحية. علينا الاحتفاظ بالحدائق العامة والمساحات الخضراء، وان نتكيف مع النمو السكاني دون إحداث تغييرات جذرية تسيء الى الاجواء الاجتماعية السائدة والى نمط حياة المواطنين.

ما يهمنا بالنسبة للمنطقة هو الحفاظ على مستوى البطالة المنخفض في المنطقة، وهو الآن الادنى في منطقة بانكستاون.

ان انتقادات حزب العمال هي مردودة عليهم، فعندما كان العمال في الحكم شهدت نيو ساوث ويلز نسبة عالية في البطالة، وعانت الخزينة من العجز. ونفذ العمال مشاريع منتقصة تقوم الحكومة الآن باصلاحها، وأذكر هنا الـM5 الذي كلف الخزينة مليارات الدولارات لتوسيع الطريق السريع ووصلة بشبكة طرقات Westconnex.

-هل من كلمة توجهينها الى أبناء الجاليات العربية؟

لدي العديد من الاصدقاء اللبنانيين. عائلات تعرفت إليها وأقمت علاقات طيبة معها طوال سنوات من خلال المدرسة او الإذاعة. أعتقد ان الناطقين بالعربية لديهم نفس الهموم والاولويات والمخاوف كأية عائلة تولي اهمية لمستقبل ابنائها.

خلال تجولاتي ولقاءاتي تعرفت على المزيد من المتحدثين باللغة العربية. وأبدى بعضهم تخوفهم بخصوص برنامج «المدارس الآمنة». أود ان أذكر الجميع ان حكومة غلاديس بيريجيكليان رفضت تطبيق هذا البرنامج الذي يدعمه حزب العمال ويروج له. فنحن نشدد على اهمية العائلة وعلى الالتزام بالتربية الصحيحة التي تحفظ وحدتها وصحتها العقلية والعاطفية، وتنشئ مواطنين صالحين.

نتمنى لواندي ليندسي التوفيق في حياتها العامة، على أمل ان يختار الناخبون المرشح الافضل ويخدم الجميع بالتساوي دون ضغوطات او اهداف خاصة.