حاوره: بيار سمعان
مع اقتراب موعد الانتخابات في ولاية نيو ساوث ويلز في 23 آذار 2019، إلتقينا بمرشح حزب العمال عن مقعد إيست هيل كامرون ميرفي، لنستطلع آراءه حول برنامجه السياسي وما يسعى الى إنجازه في حال جرى انتخابه نائباً للمنطقة.
يشمل مقعد إيست هيل مناطق كوندل بارك، إيست هيل، ميلبارا، بادستو، بانانيا، بيكنيك بوينت، ريفزبي، باس هيل، جورجس هول، ياغونا وقسم من بانكستاون. وينوب عن المنطقة اليوم غلين بروك الذي تمكن من الفوز بأقلية ضئيلة. ويعتبر هذا المقعد الاكثر تأرجحاً بين الحزبين المتناحرين.
• من هو كامرون ميرفي ؟
ولد كامرون ميرفي في 30 آذار/ مارس 1973، وهو عضو في جمعية محامي نيو ساوث ويلز. كان ناشطاً في مجال الحريات المدنية، وهو ابن القاضي السابق والمعروف لاينل ميرفي.
خاض انتخابات 2015 التي تعرض خلالها لحملة تشهير واتهامه بعشق الاطفال ونزعت صوره المعروضة في الشوارع، لكنه كاد رغم ذلك ان ينتصر على حزب الاحرار بفارق بضعة مئات الاصوات، بعد ان دعم حزب العمال ترشحه لمقعد إيست هيل عام 2014.
متأهل من أغاتا ولديه طفلين، ويأمل في حال تمكن من الفوز في الانتخابات ان يوفر لهما ولسائر اطفال المنطقة اجواءً إنمائية واجتماعية وبيئية صالحة، كما يأمل ان يساهم في تطوير العمل السياسي في الولاية وجعلها اكثر منفعة للخير العام، وافضل ما هو عليه الآن مع حكومة الإئتلاف.
سألنا السيد ميرفي عن المزايا التي تدقع الناخبين للتصويت له؟
فرد قائلاً ان حكومة الإئتلاف تدعي انها حكومة ناجحة لان خزينة الولاية تشهد فائضاً. لكن يجب الا نتجاهل ان الحكومة عمدت خلال السنوات الماضية الى خصخصة الشركات والمشاريع العامة، عوض الحفاظ عليها، بعد تحسين آدائها. لقد جرى خصخصة شبكة التمديدات الكهربائية والطرقات وغيرها.
حكومة الإئتلاف تفتقر للرؤية الصحيحة وللتخطيط السليم. وهي تنفق الاموال في غير موضعها. على سبيل المثال إعادة بناء ملعب ANZ الذي سيكلف الخزينة بضعة مليارات من الدولارات. هذا المشروع ليس باعتقادي أولوية أساسية. كان من الاحرى استخدام هذه الاموال لتحسين المستشفيات وتأهيل المدارس وتطوير البنى التحتية.
لفتت نظره الى ان حكومة غلاديس بيريجيكليان رصدت حوالي 6 مليار دولار لتحسين المدارس وزيادة الصفوف وتركيز آليات التبريد والتدفئة، فلماذا الاعتراض؟ فرد قائلاً لن تستفيد منها مدارس المنطقة، بل ستذهب الى مناطق أخرى.
وانتقد كامرون ميرفي الاهمال الذي تعاني منه مستشفى بانكستاون، فيما خصصت الحكومة الملايين لتطوير مستشفى ليفربول، وقال ان المرضى ينتظرون ساعات طوال في غرفة الطوارئ قبل ان يتمكن طبيب من معاينتهم. فهناك حاجة ماسة لتحديث هذه المستشفى لتصبح قادرة على تلبية حاجات المنطقة، وهي كثيفة السكان بالمقارنة مع مناطق اخرى. الآن يرغم المسؤولون الصحيون على نقل المرضى الى ليفربول أو كونكورد لتلقي العلاج، وهذا غير مقبول.
وسألنا المرشح العمالي عن الامور التي ينوي تنفيذها في حال فاز في الانتخابات. فرد قائلاً ان المنطقة بدأت تعاني من كثافة السكان والتخطيط المدني العشوائي، لذا علينا ان نخطط لمدينة المستقبل التي نعيش فيها. وأنا لا أؤيد بناء المساكن والابنية الشاهقة، اذ بدأت شوارعنا تعاني من أزمات سير خانقة، وانخفاض في مواقف السيارات. وأصبحت البنى التحتية لا تتلائم مع الكثافة السكانية والحاجات المجتمعية.
فسألت السيد ميرفي: أفهم من كلامك انك تؤيد رئيسة الحكومة التي طالبت بخفض الهجرة لاننا أصبحنا عاجزين عن استقبال المزيد من السكان. فرد قائلاً: أنا لا اقصد ذلك، لانه يتوجب على حكومة الولاية ان يكون لديها رؤية مستقبلية لسيدني. نحن ننفق الكثير من اموال المواطنين للتخطيط ووضع الدراسات، باعتقادي ان حكومة الإئتلاف تفتقر الى مثل هذه الرؤية. وقد كلف غياب الرؤية والتخطيط ملايين الدولارات الاضافية على تطوير الطريق السريع M5 بسبب التعديلات التي ادخلت عليه، لانه لم يجر اخذها بعين الاعتبار مسبقاً. والحكومة، على ما يبدو، تخصص اموالاً طائلة لمشاريع هي ثانوية لا تحظى بأولوية لدى المواطنين.
الناس يريدون خفض فاتورة الكهرباء، وتحسين الطرقات وتحديث المدارس وتأهيل المستشفيات لتوفر الرعاية الصحية للجميع. نريد المزيد من المدارس لاستيعاب الاجيال المتحددة وتزايد الطلاب في المنطقة. نريد توفير فرص العمل للعاطلين، وتعميم النقل العام المجاني لطلاب المدارس دون شروط او قيود.
كما يجب ان ندعم القطاع الصحي ونجعله في منال كل المواطنين ونرفع عدد الممرضات في المستشفيات ويجب علينا توفير المزيد من الصفوف لطلابنا وتوفير وسائل تبريد قاعات الدراسة والتخلي عن الصفوف المحمولة والتعويض عنها بصفوف ثابتة ومكيفة.
وسنسعى الى اعادة تسعير الكهرباء وضمان وفرتها دون انقطاع وباسعار مهاودة. هذه اهم الامور التي يتعهد بها حزب العمال في الولاية. نحن نسعى الى توفير العمل والرعاية الصحية وخفض كلفة التنقل عن طريق إلغاء الرسوم المفروضة على بعض الطرقات. الحكومة تبني هذه الطرقات من المال العام، ويجب بالتالي الا يدفع المواطنون رسوماً لاستخدامها وتوفير النقل السريع لهم.
وحول التنوع الاثني والعرقي في المنطقة، يرى ميرفي ان هذا مصدر اغناء لنا جميعاً، نحن نعيش في مجتمع متعدد الثقافات وعلينا جميعاً ان نحترم فروقاتنا ونتفاعل معها بايجابية، لانها مصدر اغناء للمجتمع الاسترالي ككل. لدي علاقات إيجابية مع معظم المقيمين في منطقتي، ولقد أمضيت الاشهر الماضية أزور منازلهم واتعرف على احتياجاتهم وهمومهم واستمع لمطالبهم. صدقني، جميعهم يعانون من غلاء المعيشة ويجاهدون لدفع اقساط المدارس وتوفير اللقمة لعائلاتهم. هموم الناس هي هموم يومية، معظمهم لا يرغب بالتفكير بالقضايا الكبرى.
و اتمنى ان اصل الى مجلس برلمان الولاية لانقل هذه الاولويات الى حكومة الولاية واعمل مع زملائي في الحزب على توفيرها لهم.
نتمنى للمحامي كامرون ميرفي كل التوفيق.