دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نموذجا في دعم التعليم واعمال الخير ونجله سعد صبورا وتحمل الكثير من الاعباء والضغوط …

 

ملبورن من جوني عبو

في محياه ترتسم الطيبة والكياسة الانسانية ، بقي محبا للعلم والتعليم حيث لم تسعفه الظروف في استكمال علومه فانطلق اتجاه العمل كأي مهاجرا جديدا الى استراليا
ليأسس مستقبلا ناجحا مع اهله وعائلته ، يفرح به اليوم لان تعبه خلال عشرات سنوات العمر وجدت طريقها الى نجاح اولاده ادوارد وريمون وسيمون …
هذه المقدمة بعضا من مواصفات شخصية رجل الاعمال جوزيف بربر زينة الذي يتكأ حاليا على محصول العطاء والسمعة العطرة التي له في المجتمع سيما انه من الشخصيات المعروفة بعمل الخير والاهتمام بواجبات الناس وتقدير احزانهم والفرح لافراحهم
ويقول « جو « كما هو معروف بالاسم المختصر في الاوساط الاسترالية ان وصولنا انا وأهلي الى استراليا في العام 1974 كان عام ولادة من جديد بالنسبة لي على الاقل كنت في عمر 17 عاما آنذاك وبعد اسبوعين من دوامي في المدرسة بدأت العمل في احد المصانع ، كاكل المهاجرين الجدد البداية تكون من عمل بسيط لكنه مدخل تعليمي جيد لتحمل معاناة وصعوبات الحياة ،والتعرف الى الواقع الجديد ، كانت استراليا مختلفة جدا عن ما هي عليه اليوم ، كانت الحياة ابسط ، ولكن ايضا لم يكن متوفرا آنذاك ، الامور المتوفرة حاليا من رعاية كبيرة من الدولة والقوانين والخدمات ، كانت الدولة مهتمة لا شك لكن كل شيء تطور للافضل بتقديري وذلك بالاستناد الى تطور التجارب والتشريعات الجديدة التي شرعها اليلد والانفتاح و وسائل التواصل الجديدة وثورة المعلوماتية ، تدريجبيا بدأنا تأسيس عملنا الخاص الذي يكبر وينتشر حاليا ، سلسلة مقاهي ومطاعم «جولي ميللر» Jolly Miler
ولدينا منها اكثر من 12 فرعا في فكتوريا ويطمح اولادي اللذين يديرون العمل حاليا الى تحوليها الى اسما استراليا عالميا لكن هذا ليس بالأمر السهل ، نحن نعرف ذلك ولكن قناعتي دوما ان من جد وجد ، ولكل مجتهد نصيب ،وهذا ما حصل معي خلال تجربتي لسنوات طويلة ، استراليا العظيمة بلد الفرص لمن يريد ان يطور حياته ولمن يريد ان يعمل بصدق ومسؤولية ، ونحن سعداء اليوم ان نوفر اكثر من 250 فرصة عمل للرجال والنساء ومن كل الثقافات والبلدان
حيث لدينا شركة تخديم المقاهي والمطاعم « فيجس « التي ايضا هي من ضمن شركاتنا مع مطبخ يوفر يوميا الطعام والصندويش التازة « الفرش « لمئات المقاهي لدينا نحو 15 سيارة نقل وخدمة مخصصة لهذا النوع من الخدمات الصحية التي تلقى قبولا كبيرا لدى شرائح واسعة في المجتمع الاسترالي ومؤخرا افتتحنا فرعا جديدا لجولي في منطقة بيندورة يوني هيل ،ونتطلع لتوسعة في «فيجس» Figs
قريبا انشاءالله
ويركز رجل الاعمال بربر في مقابلته مع التلغراف على اللذين اختاروا العمل معه رغم انهم حصلوا على شهاداتهم الجامعية في تخصصات متنوعة الا انهم انخرطوا في ادارة عمل العائلة وهو فخور بنجاحهم وبشهادتهم العلمية ، ويقول كنت وما أزال أؤمن بالاستثمار في التعليم ، لذلك عندما كانوا اولا صغارا كنت ادفع تكاليف كبيرة على تدريسهم ، وانا سعدت انهم استحصلوا شهاداتهم بتفوق واعتقد انها ايضا افادتهم في شراكتنا العائلية …

ويرى بربر الدمث الطباع والاخلاق الحسنة ان الصدق في المعاملة في العمل ومع المجتمع يكرس محبة الناس والثقة والاحترام ولذلك يقول بأن قناعته لا يمكن ان يستمر الانسان في العطاء والنجاح دون ان يكون تعامله صادقا وان يكون متواضعا فالمال يجب ان يفقد الانسان تواضعه وقربه من الناس والحياة تعلمنا انها اكبر من اي شخص او شركة او مؤسسة ففالنهاية كلنا بشر قد نخطيء وقد نصيب وفعلا الدنيا دولاب من لا يتحسب لها قد لا يفلت من عواصف الزمن وغدراته … وهنا يضيف جو الرجل الصبور ان عملهم تعرض لانتكاسة قوية في العام ألفين ، لكن محبة الناس ، لا سيما بعض المقربين ، وقفوا الى جانبنا حتى عدنا ونهضنا من جديد واعدنا انطلاقة اعمالنا تحت مسمى سلسلة مطاعم ومقاهي « جولي ميللر « في العام 2006
وعما اذا كان يتعاطى في السياسة قال السيد بربر انا لست سياسيا لكني اتعاطف مع تيار المستقبل ، انا ولدت في منطقة اغلب طيفها الاجتماعي من تيار المستقبل وتربطني بالاهالي هناك في منطقتنا علاقات طيبة والدي كان معروفا بأن رجل المصالحات وبيته مضيافا ويستقبل الجميع ، اكتسبت منه كثير من القيم والقناعات ولدي ايضا علاقات طيبة مع اغلب الاطياف اللبنانية لكن اعتبر نفسي اقرب الى تيار المستقبل وكانت تستهويني جدا شخصية دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله كان نموذجا في الوطنية والعطاء ولو قيض لي ان املك ما ملكه لكررت تجربته في تعليم اجيال من اللبنانيين اللذين لم يتمكنوا من التعليم لسوء اوضاعهم المالية ، كان رجلا للخير والعطاء واعتقد ان نجله دولة الرئيس الشيخ سعد الدين الحريري يعمل في ظروف سياسية وزمان مختلف عن ايام والده كما اعتقد انه ضحى كثيرا وتحمل ضغوطا كبيرة ولا يزال وهو تعلم الصبر واستفاد من تجربته في السنوات السابقة واتمنى له الخير والنجاح

وفيما اذا كان يرى انفراجا في الوضع اللبناني قال بربر اتمنى ذلك فالشعب تعب ومر عليه الكثير من السنوات العجاف والوصايا من الاطراف الداخلية والخارجية ومن حقه ان يرتاح ويأخذ حقوقه وراحته ويحصل على الخدمات الاساسية …
ويرفض جوزيف بربر زينة فكرة الظلم اتجاه اي أحد ، لأن انسانية البشر يجب ان تكون هي القيمة العليا والاساس في التعامل ، اتعاطف جدا مع الضعفاء اللذين ظلموا …
وعن كيفية تعامله مع مرحلة تقاعده بعد عقود من العمل والخبرة يقول اكبر فرحة لي ان امضي وقتا طويلا مع احفادي اشعر بفرح وسعادة وهذا يعطيني الشعور التعويضي الجميل عن فترة كنت اتوق فيها للجلوس والاستمتاع مع اولادي، لكن كانت دائما ضغوط العمل والحياة تسرقني منهم ، حاليا الشيء المهم في حياتي اهتمامي بأحفادي والاشياء الاخرى التي تلي ذلك هي الذهاب لنادي الرياضة والجلسات مع الاصدقاء المقربين …
وعما اذا كان يشعر بقلق خلال هذه الفترة من العمر يجيب وهو رافعا نظره للسماء بخشوع الايمان ، الامراض هي التي تقلق اي شخص مع تقدمه في العمر لكن الحمدالله على كل حال ، نصلي كي نكون جميعا بخير …

وقبل ان يختم يوجه بربر نصيحة قيمة للمهاجرين الجدد من حصيلة خبرته وتجارب لسنوات طويلة في استراليا بقوله انصحهم بالانخراط في الحياة الاسترالية والاندماج في المجتمع ، هذا البلد العظيم يعطي الفرص لكل ابنائه الراغبين بالنجاح وتحقيق احلامهم ، ونصيحتي الثانية للجيل الجديد من ابناء العائلات اللبنانية والعربية ان يفسحون المجال امام ابنائهم وبناتهم للانخراط في الاحزاب الاسترالية والعمل على الوصول لاعلى المناصب لخدمة استراليا والمجتمع الاسترالي ، هذا وطن عزيز علينا ويجب ان يشعر الجميع بالفخر والانتماء له وذلك لا يتعارض اطلاقا مع محبتنا وانتمائنا للبنان ، استراليا وطن بكل معنى الكلمة يستحق منا كل التقدير والاحترام والمحبة ، وانا اشكر كل من وقف الى جانبي في أوقات الشدائد او في الاوقات الطبيعية .